نصان: طويتُ نهاري

إلى صالح زمانان
ما تساقطَ من أكتافِكم البارحةَ
ولبدَ في الظلام؛
صحوتُ أبحثُ عنه
أشعلتُ التذكّرَ
وتحسستُ ما تركتموه،
يتقلّب
ولم يسمعْ حفيفَهُ غيري،
أُفتِّشُ الغُرَف،
أُحصِي النائمين،
أُغطِّي ما تكشّفَ من سيقانِ أحلامهم
وأخرجُ متتبّعاً أصواتَكم.
أيَّ دربٍ سلكتم
ولا أثرَ على العتبة
أيُّ بابٍ أُغلقَ خلفَكم
وتركَ الفراغَ يائساً
مثلَ ليلٍ يفكّر في الانتحار
تحتَ قطارٍ سريع.
طويتُ نهاري
أبحثُ ولا أجد،
أتخيّلُ قصبةً تُقطَع،
قلباً ينعصرُ في صالةِ المغادرة، إصبعَ عاملٍ غافلتْهُ المطرقة.
أمشي متفرّساً في الصمتٍ أيضا، أفتّشُ في وجوهٍ أعرفها
ولا تعرفني،
ألمُّ من كلِّ وجهٍ سِمة،
ومن كلِّ غريبٍ صُدفة؛
أجمعُ خيوطاً
تهملُها طائراتٍ ورقية،
وحركاتٍ سقطت
من فتياتٍ دونما انتباه.
في السوقِ وعبرَ الشوارعِ
أتلقّى هباتي،
ومع امتلائي بخساراتٍ صغيرة أرجعُ البيت،
أفرشُ غَلّةَ اليوم،
أنقّيها
أُلْقمُها فُرْنَ وحدتي
أذوّبُها وأطلي بها أكتافي.