المنظمات الناجحة تعمل باستمرار على تطوير ذاتها وتجديد طاقاتها وخبراتها، ومن أهم أدواتها لتحقيق ذلك هو التطوير المهني. والتطوير المهني هو عملية تفاعلية تراكمية للزمن حضور فاعل في تحقيقها لأقصى درجات الفائدة منها، ويعد الموظف هو محور نشاطات هذه العملية، فأفضل مساقات التطوير المهني لن تؤتي أُكُلَها ما لم يكن لدى الموظف رغبة جادة في تحقيقها بذاته وعكسها على أدائه. والعملية التفاعلية التي تحقق التطوير المهني الفعال لها ثلاث ركائز أساسية هي: - الموظف. - بيئة العمل. - المجتمع. وفي حديثي هنا سأركز على الموظف والذي من خلال جهده الذاتي ونجاحه في بناء الرغبة الجادة لتطوير نفسه مهنياً، سيكون قادراً على تحقيق أكبر قدر من التفاعل مع المكونات الأخرى لعملية التطوير المهني. فالموظف بإمكانه تحقيق هذه الفاعلية من خلال معرفته بالأشكال الأساسية لممارسات التطوير المهني ذاتيا والتي تتمثل في التالي: 1. التعلم: والذي من خلاله يتم سد الفجوات المعرفية والخبراتية لدى الموظف، وذلك بعد إجراء تقييم لمستوى معرفة وخبرة الموظف، وتحديد أهداف لرفع هذا المستوى محددة بفترة زمنية، ومن أهم الأدوات المساعدة لتحقيق ذلك: التدريب بتطبيقاته المختلفة. على سبيل المثال (دورات - تدريب على رأس العمل.. إلخ). القراءة الحرة المركزة (المتخصص) منها أو العام حول مجال عملك واهتمامك. الاستماع أو المشاهدة لمواد في مجال عملك أو اهتمامك سواء بطريقة ممنهجة أو مفتوحة. 2 . التواصل وشبكة العلاقات: من المهم لدى الباحث عن تطوير ذاته مهنيا التعرف على مراكز القوة والشخصيات صانعة القرار والمثرية له في بيئة العمل أو المجتمع المحيط، والعمل على بناء شبكات تواصل وتفاعل معها، ويفيد في تحقيق هذا المشاركة والتفاعل مع المجتمعات المهنية (مجموعات المراسلة الفورية "واتساب - تيليجرام" / شبكات التواصل الاجتماعي / الديوانيات والندوات / المؤتمرات وورش العمل). 3 . الإبداع والإنتاج: يجب على الساعي إلى التطوير المهني الحرص على بناء وتدوين محتوى خاص به نابع من خبرته وتجربته، مع الاهتمام بنشر ومشاركة نتاجه وتدويناته، حيث إن هذه الممارسة ستساعدك على: تعميق المعرفة لديه وصقلها بشكل يجعلها أكثر وضوحا وتأثيرا وقابلية تفاعل. بناء اسم مهني محترم في مجال تخصصه. وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل (تويتر - فيسبوك - لنكدإن) فضلاً عن النشر والتأليف، من أهم تفعيل الإبداع والإنتاج. خلاصة القول إن عملية التطوير المهني هي استثمار طويل الأجل، يتطلب من الموظف وقتا وجهدا تضبطهما خطة مبنية بعناية وإحكام، وأخذت نصيبها من صبره على تطبيقها.