تهدف الولاياتالمتحدة إلى تغيير ظاهرة الضوضاء التي صنعها الإنسان جراء حفارات النفط والملاحة البحرية والبناء، والتي شكلت علامات على الإجهاد في الحياة البحرية، وذلك من خلال إعداد الوكالة الاتحادية خطة تهدف إلى تقليص الأنشطة التي تسبب ضجيجا بما في ذلك التنقيب عن النفط، والتجريف، والملاحة البحرية قرب السواحل. وتحث الخطة على إجراء مزيد من الأبحاث على تأثير الضجة على المخلوقات البحرية، وزيادة التنسيق مع جماعات البيئة والصناعة والجيش والحكومة، كما أنها تدعو إلى فرض قيود على الضوضاء وإنشاء نظام استماع موحد، إضافة إلى إنشاء أرشيف لبيانات الضوضاء يمكن أن تتضمن تسجيلات تصل إلى آلاف الساعات قد يستخدمها العلماء كمرجع بشأن مكان تجمع الحياة البحرية. وأدى انفتاح بحار القطب الشمالي بشكل أكبر أمام حركة الملاحة والتنمية، بسبب ذوبان الجليد نتيجة الحرارة العالمية، إلى جعل مسألة ضجيج المحيطات ملحة بشكل أكبر. ويعترف العلماء الذين يقفون وراء المشروع بأن المحيطات لم تكن هادئة قط، حيث إنها تزخر منذ ملايين السنين بأصوات تتراوح بين رعد العواصف، وأصوات الحيتان، لكنهم يشيرون إلى أن الأسماك والثدييات البحرية تطورت حيث أصبحت تتعايش مع تلك الأصوات. وتتداخل الضجة المتزايدة بفعل الإنسان مع الأصوات التي تستخدمها الثدييات البحرية في التواصل والصيد والانتقال من مكان لآخر، فمثلا تستخدم الحيتان الزرقاء نغمات معينة بهدف العثور على الطعام والتزاوج، كما أن الدولفين صاحب الأنف الشبيهة بعنق الزجاجة يعثر على الأشياء بإطلاق موجات صوتية، وتستخدم يرقات الأسماك والسلطعون أصوات الشعاب المرجانية لتحديد اتجاهاتها، وتنتج أنواع من الروبيان فقاعات تصعق أصواتها الفريسة ويمكن تفادي المخلوقات المفترسة من خلالها. وفي هذا الجانب، تستثمر شركات نفط كثيرة في التكنولوجيا الهادئة، وبدأ الاتحاد الأوروبي بوضع أهداف لمستوى الضوضاء في المحيطات، كما أن المنظمات الدولية أقرت خططا استرشادية لخفض الضجيج الذي تسببه السفن تحت سطح الماء.