تميزت العلاقات السعودية الباكستانية على مدى العقود الماضية بالتفاهم التام والرسوخ. وفيما يخص الزيارات الرسمية لباكستان، تبرز عدة زيارات وجدت أصداؤها نفعا ورقيا بالعلاقات بين البلدين، منها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان وليا للعهد، وذلك عام 1435، حيث وصف زيارته لباكستان بأنها تأتي في إطار العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين، وتأكيداً على الرغبة المشتركة لدى قيادتي البلدين في توطيد وتنمية كل أوجه العلاقة على الصعيد الثنائي بما يعزز المصالح المشتركة لما يؤدي إلى خدمة البلدين وتعزيز دورهما في الحفاظ على الأمن والسلم. ثمار زيارة أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين بعقد اجتماعات مع الرئيس الباكستاني ممنون حسين، وكبار المسؤولين الباكستانيين، لاستعراض علاقات التعاون الثنائي وسبل دعمها وتطويرها في المجالات كافة. ووصفت وسائل الإعلام الباكستانية الرسمية زيارة خادم الحرمين الشريفين، إلى باكستان بالتاريخية، مشيرةً إلى أهمية تلك الزيارة التي تؤكد رغبة البلدين في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف الصعد. كما كان هناك العديد من الزيارات المتبادلة لقادة البلدين الشقيقين التي أسهمت في تعزيز العلاقات بينهما، وجرى خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثنائية. لقاءات متواصلة وشهد العام الحالي استقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، بالرياض قائد الجيش الباكستاني الفريق أول ركن راحيل شريف. وفي ربيع الأول من العام الحالي قام ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بزيارة إلى باكستان، وذلك بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين، وبدعوة من الحكومة الباكستانية التقى خلالها رئيس وزراء باكستان وقائد الجيش الباكستاني. وفي عام 1436، عقد ولي ولي العهد، اجتماعا ثنائياً مع قائد الجيش الباكستاني الفريق أول ركن رحيل شريف لمناقشة مجالات التعاون العسكري والسبل الكفيلة بتطويره وتعزيزه. كما التقى برئيس وزراء جمهورية باكستان محمد نواز شريف بالرياض جرى خلاله التأكيد على عمق العلاقات السعودية الباكستانية. مواقف الإيجابية وكانت لباكستان مواقف إيجابية مماثلة مع المملكة، حيث كانت من أوائل الدول التي رحبت بمسعى المملكة لتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي "منظمة التعاون الإسلامي" وأصبحت عضواً فاعلاً في هذا المنتدى الإسلامي الذي ظل يمثل الهوية الإسلامية في المجتمع الدولي ويمتلك المقومات المناسبة لتطوير علاقات الدول الإسلامية في كل المجالات، خاصة في أعقاب الاجتماع المهم الذي انعقد في جنبات المسجد الحرام وأسفر عن اتفاق إسلامي لوضع خطة عمل عشرية للارتقاء بالمنظمة ودورها في زيادة التفاعل بين الدول الأعضاء.