كشف معهد المخطوطات العربية بالقاهرة التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، أن مفهوم القدماء للغة بأنها مجرد أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، أصبح مفهوما عقيما قاصرا، لأن اللغة تعني الكثير جدا في أسلوب التفكير والحضور والانتماء لكل الناطقين بها وأنه من حق كل شعب إضافة ما يشاء إلى لغته، كما قال قديما الدكتور "طه حسين" عن اللغة العربية، بأنها "يسر لا عسر"، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه من ألفاظ لم تكن مستخدمة في العصور القديمة. رؤية مغايرة تحدث المتخصص في علم اللسانيات والنقد في الوطن العربي الدكتور سعد مصلوح، بمحاضرة له بعنوان "العربية بين اللغات.. رؤية مغايرة"، خلال ندوة "منتدى التراث" التي عقدها المعهد بمقر معهد البحوث والدراسات العربية بالدقي، عن التفاضل بين اللغات وموقع اللغة العربية من هذا التفاضل، من الناحية العلمية وليس العاطفة والنعرات والقوميات والعصبيات، التي تجعل كل إنسان ينحاز انحيازا من منظور ليس علمي إلى لغته التي يتحدثها. وقال مدير المعهد الدكتور فيصل الحفيان إن قضية التفاضل بين اللغات قضية قديمة، ولكنها ما زالت أيضا حديثة وتشغل الكثيرين، ليس فقط من علماء اللغة الذين انتصر بعضهم للغة العربية في حين أن بعضهم الآخر لم ير تلك المزية والاستعلاء، لأي لغة على أخواتها مثلما ذهب "ابن حزم الأندلسي". ترميم المخطوطات على جانب آخر كشف رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار عن مبادرة بالتعاون مع وزير الثقافة المصري حلمي النمنم لترميم عشرة آلاف مخطوطة نادرة مخزنة في ظروف بالغة السوء داخل الجامعة منذ سنوات تقترب من المئة، مشيرا إلى أن رؤساء جامعة القاهرة، كانوا يتوارثون مظروفا مغلقا منذ عشرات السنين، مختوما بالشمع الأحمر يحوى مفاتيح مخازن هذه المخطوطات، حتى أصبحت مرتعا للإهمال والتلف. وتشمل المبادرة فهرسة المخطوطات وتصنيفها لتحديد قيمتها العلمية، والقيام بترميم تلك المخطوطات ثم رقمنتها. وتمتلك جامعة القاهرة ثروة هائلة من المخطوطات يقترب عددها من العشرة آلاف مخطوطة، ومعظمها باللغة العربية، والتركية والفارسية، وهناك عدد محدود من المخطوطات بلغات أخرى مثل السريانية والعبرية والأردية والهندية.