دفع تصريح لوزير الطاقة خالد الفالح، حيال مناقشة منتجي النفط الشهر المقبل في الجزائر تحركا محتملا لتحقيق استقرار أسعار النفط، إلى صعود الخامين القياسيين إلى أكثر من 4%، فيما ارتدت أسعار النفط عن خسائرها أمس، واتجهت إلى الصعود مع تراجع الدولار لتبقى قرب مستوياتها المرتفعة التي سجلتها في جلسة سابقة. وقال الرئيس العالمي لأبحاث النفط في بنك سوسيتيه جنرال "مايكل ويتنر"، إن تصريحات الفالح كانت الحافز الأكبر لارتفاع السوق. ارتفعت أسعار النفط في بداية التعاملات يوم أمس لتواصل مكاسبها من الجلسة السابقة نتيجة توقعات بأن المصدرين قد يبحثون خلال اجتماع مقبل سبل تعزيز سوق مازالت تلاحقها زيادة المعروض من النفط. وتعززت الأسواق مع إعلان خالد الفالح وزير الطاقة السعودي في بيان صادر مساء الخميس الماضي أن منتجي النفط سيناقشون خلال اجتماع سيُعقد الشهر المقبل في الجزائر تحركا محتملا لتحقيق استقرار أسعار النفط. إعلان الوزير الفالح والدور السعودي لدعم استقرار أسواق النفط كانا محوري حلقة الخميس الماضي من برنامج ماركت انسايدر على قناة سي إن بي سي الأميركية، حيث ناقشت باتي دوم كبيرة مذيعي القناة خلال حلقة برنامجها التطورات المتسارعة في سوق النفط العالمي، ومدى تأثيرات الخطوات التي أعلنت أوبك عن احتمالية حدوثها نحو اتخاذ إجراءات جديدة لدعم أسعار النفط المتذبذبة، حيث تناولت الحلقة ما لمّحت إليه السعودية من أن أوبك ومُنتجي النفط الآخرين سيتّخذون الإجراءات اللازمة إذا ضَعُفت أسعار النفط الخام. تصريحات الفالح الكلمة التي سيُلبيها الاتفاق مع ما قيل في هامش مؤتمر الطاقة في الجزائر في أواخر شهر سبتمبر قد أثارت بالفعل سوق النفط هذا الأسبوع، ولكن التأكيد الذي أدلى به وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أعطى مصداقية أكثر أن أوبك ستتخذ الإجراءات اللازمة إذا استمرّ سعر النفط بالانخفاض. ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بقدر 5 % في تداول يوم الخميس بعد تعليقات السعودية، واستقرّ بعدها على 43.49 دولارا للبرميل أي حتى 4.3 %. بعض أعضاء أوبك – خصوصاً – فنزويلا – قد حاولوا القيام بفكرة زيادة حدود الإنتاج لعدة أشهر، ولكن السعودية أكدت مراراً أنها ستقوم بذلك فقط إذا وافق المُنتجون على ذلك. ولكن إيران رفضت ذلك وعادت بقوة إلى سوق النفط مُحاوِلةً الاستحواذ على ما خسرته منه عندما كانت خاضعة للعقوبات. وفي الوقت ذاته زادت السعودية من إنتاجها لتصل إلى رقم قياسي 10.67 مليارات برميل في اليوم. المملكة أفضل من غيرها أكد ضيوف البرنامج على أن المملكة شعرت بأزمة انخفاض أسعار النفط، ولكنها في وضع أفضل من غيرها من غالبية المُنتجين، وذلك بناءً على تكاليف إنتاجها الرخيصة وقوة حضورها في السوق. ولكن لديها الآن سبب يجعلها تتعاون مع أوبك – وهي خُطة التحوّل الاقتصادي التي أعلن عنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا الربيع. جوهر هذه الخُطة هو طرح أرامكو السعودية للاكتتاب في 2017 أو 2018، وهي خطوة مُهمة لتنويع الاقتصاد وتحويل صندوق استثماراتها العامة إلى صندوق ثروة سيادية يُقدّر ب2 تريليون مليار دولار. وقال المُحلّلون إنه بالرغم من أن اكتتاب أرامكو قد يكون أمراً جيّداً للمُستقبل، إلا أن استقرار أسعار النفط مع كميات عالية من الإنتاج سيكون في مصلحة السعودية. وقال الرئيس العالمي لأبحاث النفط في بنك سوسيتيه جنرال "مايكل ويتنر" في مداخلة له أثناء البرنامج إن تقرير صباح يوم الخميس من وكالة الطاقة الدولية كان عاملاً في السوق، ولكن العامل والحافز الأكبر كان تعليق الفالح الذي أشار إلى رغبته في اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل استقرار السوق. وذكر ويتنر أنه لم يكن هُنالك مُؤشر عام يدل على أن السعودية قلقة حيال أسعار السوق من أجل اكتتابها. مبينا أنه يجب على السعودية القلق حيال هذا الأمر. جون كيلدوف من أجين كابيتال قال في مداخلته "في آخر مرة كُنت مُقتنعاً بأن الاجتماع سينتهي بالفشل. ولكن هذه المرة لستُ كذلك. أعتقد أن عليك أن تكون أكثر حذراً مع هذه التصريحات التي تُدلي بها السعودية وكذلك الإيرانيون لما يملكونه في نفوذ كامل على السوق. الأكثر مصداقية قال ويتنر إن الفالح أدلى بتصريحاته بنفس النبرة التي كان يتكلّم بها في اجتماع يونيو، وهو أول اجتماع له عند تولّيه منصب وزير الطاقة.وقال المُحلّلون إن النفط قد ينخفض خلال موسم الصيانة، ما بين أواخر أغسطس وأكتوبر. والفرق الآخر الكبير ما بين الآن وأبريل عندما حاولت أوبك أن تصل إلى صفقة بعد انخفاض إنتاج النفط الصخري الأميركي. فقد أنتجت الولايات المُتحدة الأمريكية 8.4 ملايين برميل في اليوم الأسبوع الماضي، ولكن أقل بمليون برميل مُقارنةً بنفس هذه الفترة من العام الماضي. وهو ما دفع رئيسة إستراتيجية السلع في RBC هيلما كروفت إلى القول أثناء مداخلتها في البرنامج إن العالم ينتظر شيئا من السعودية لكونها الأكثر مصداقية، ولا أحد يصدق فنزويلا.