وثّقت جولة ل"الوطن" في الحد الجنوبي المحاذي لمنطقة نجران، ردع القوات السعودية المشتركة للانتحاريين من أنصار الحوثي والمخلوع، وتمركز الأسلحة الثقيلة والمدرعات المجهزة في مواقع إستراتيجية، في حين أدى استخدام أجهزة اتصال حديثة إلى خلق تكتيك نوعي ألحق الخسائر بالعدو. وسط تعزيزات كبيرة قامت بها القوات المشتركة في المناطق الحدودية والمرتفعات على الخط الفاصل بين السعودية واليمن، تشمل أسلحة ثقيلة ومدرعات تحمل صواريخ مختلفة، كشفت جولة ل"الوطن" بالمناطق الحدودية في منطقتي نجران وجازان، صلابة المقاتل السعودي وفدائيته كقاسم مشترك بين كافة الأسلحة، بما يختزنه من استعداد قتالي كبير، واستخدام أجهزة حديثة في الاتصال، تضمن إحباط أي محاولة تسلل، والتصدي لأي استهداف بالمدفعية أو الصواريخ من قبل ميليشيات الانقلابيين من جماعة الحوثي وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح على الجانب الآخر من الحدود في اليمن. وأظهرت الجولة ما يقوم به المرابطون على الحدود، من مهام موكلة إليهم على أكمل وجه، وفي فترات مختلفة، بحكم خبراتهم وتدريبهم العالي قبل عاصفة الحزم، وما تكون لديهم أيضا من خبرات ميدانية، أصبحت يومياتهم محددة لتنفيذ كافة الخطط العسكرية، التي تتغير حسب طبيعة الموقف، وأعمال المراقبة والرصد والحراسة وأداء الصلاة والتغذية، حيث تؤدى كل هذه الأعمال بشكل منتظم وفي إطار الاستعداد للتصدي للأعمال العدائية من قبل الانقلابيين. وقال مصدر أمني إنه يتم الآن استخدام أجهزة حديثة في الاتصال، بدلا من الهاتف الجوال، حيث تفرض طبيعة الحروب التركيز في أعمال القتال، واستخدام أجهزة اتصال معينة، يصعب على الجانب الآخر التعرف عليها. يقظة مبكرة ذكر قائد ميداني سعودي رفيع المتسوى، أن المخلوع علي عبدالله صالح، لعب أكثر من مرة، بورقة الحدود، حيث بدأها بسحب كافة القوات اليمنية العسكرية من على الحدود السعودية، منذ اندلاع الحرب الأولى بينه وبين ميليشيات حسين بدرالدين الحوثي قبل عدة سنوات، وتعمد المخلوع أن يستمر فراغ الحراسة اليمنية على الحدود مع السعودية طوال حروبه الست مع الحوثيين، مشيرا إلى أن القوات السعودية كانت تعلم ذلك، ولم تكن تعول عليه ولا على أجهزته العسكرية كثيرا، وأنها ظلت حريصة على حماية حدودها أولا فأولا، وعلى مدار الساعة. وأضاف أنه منذ أن أعلنت قوات التحالف عن وساطة قبلية على الحدود السعودية اليمنية، لإدخال مواد الإغاثة إلى اليمن، ورافقها الإفراج عن بعض المعتقلين لدى الجانبين، أعاد المخلوع اللعب بورقة الحدود من جديد، من خلال الزج بصغار وأبناء القبائل الموالية له، للاحتشاد على الحدود طوال فترة الهدنة، مشيرا إلى أن القوات السعودية رصدت تلك الحشود وتقف لها بالمرصاد. الكاميرات الحرارية كشف مساعد قائد حرس الحدود بالمنطقة، العميد حمدان بن صالح العطوي، أن يقظة رجال حرس الحدود واستخدام الكاميرات الحرارية الليلية، تمثل شبحا مخيفا لدى ميليشيات التمرد الحوثية، مشيرا إلى أن حرس الحدود متواجد قبل الحدث في الذود عن أمن البلاد، وحاليا على الخطوط الأولى مع القوات المشتركة، وأضاف "لدينا دراية كاملة بطبيعة القتال الميداني على الأرض والسهل والجبل، بحكم معرفتنا الكبيرة بالمواقع التي يمكن أن يتسلل منها الأعداء، ونتواجد فورا لردعه في حينها". الحرس الوطني أكد قائد لواء الأمير سعد بن عبدالرحمن للحرس الوطني بمنطقة نجران، اللواء محمد الشهراني، أن رجال الحرس الوطني، ومنذ بداية عاصفة الحزم يشاركون بفعالية في أكثر من قطاع، نظرا لما يتمتعون به من قدرة على تنفيذ المهام القتالية فضلا عن مهام المساندة، مبينا أن ذلك أسهم في دعم موقف باقي زملائهم بالقطاعات العسكرية الأخرى مثل القوات المسلحة وحرس الحدود، لحماية الحد الجنوبي وردع العدو من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. منع استغلال التضاريس أضاف اللواء الشهراني أن القوات الموجودة في نجران تدرك تماما أن ميليشيات العدو تريد أن تستغل أي نقاط في الحرب لمصلحتها، لكن ذلك لن يتم لها، كونها مكشوفة ومعروفة مسبقا كل تحركاتها. وقال "الملاحظ على الحدود أن العدو يتحرك في الأماكن التي توفر له سترا، مثل التضاريس الجبلية، ومحاولة استغلال فترة الاستلام والتسليم بين القوات العسكرية، لكن كل ذلك مسيطر عليه، من خلال مهارات الفرد السعودي المقاتل، واستخدام التقنية في أعمال المراقبة ورصد كافة التحركات في أي زمان ومكان. وأكد اللواء الشهراني أن الحدود السعودية تتم السيطرة عليها من قبل القوات بكل ما أوتيت من قوة وخبرة وتقنية، مشددا على أنه "لن يسمح لكائن من كان، أن يقترب من حدودنا أو استهداف المقاتلين أوالمدنيين الآمنين". رصد تحركات العدو قال اللواء محمد الشهراني، أنه يتم رصد تحركات العدو، وإحباط محاولاته اليائسة من الاقتراب من الحدود واستهداف مواقع تمركز القوات السعودية، حيث يتم إحباطها قبل أن يبدأ العدو في تنفيذ خطته، من خلال التواجد على مدار الساعة، فضلا عن اليقظة المستمرة. وقال إن من عادة المملكة التعامل بهدوء وبكل إنسانية مع جيرانها، ولكن إذا فكرت تلك الميليشيات الانقلابية الخارجة أصلا عن شرعية وطنها، أن تغامر بالاقتراب من الحدود والإقدام على تنفيذ أي عمليات، فستكون دائما نهايتها في التدمير والقتل لأنه ليس هناك أي خيار آخر لنا. توجيهات ولي العهد وعن حجم أعمال التهريب منذ بدء عاصفة الحزم لإعادة الشرعية إلى اليمن، قال العميد العطوي، إن التهريب قل عما كان في السابق ولم ينقطع، مبينا أن أعين رجال حرس الحدود ساهرة لمواجهة كل ذلك. ونوه العميد العطوي بتوجيهات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، المستمرة للأخذ بكل ما هو جديد من التقنية الحديثة وتطوير كافة أجهزة قطاعات حرس الحدود بالمملكة بصفة عامة، والحد الجنوبي بصفة خاصة، لمكافحة أعمال التسلل والتهريب وردع المعتدين.