أكدت السعودية أن عملية «عاصفة الحزم» ستساهم في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم. وجددت إعلانها -في اجتماع عقده مجلس الوزراء امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض- أن أبوابها مفتوحة أمام الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في الحفاظ على أمن اليمن واستقراره، للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، في إطار الشرعية، ورفض الانقلاب عليها، بما يكفل إعادة بسط سلطة الدولة اليمنية على أراضي البلاد كافة، وإعادة الأسلحة إلى الدولة، وعدم تهديد أمن الدول المجاورة. وفي شأن تطورات عمليات «عاصفة الحزم» خلال ال24 ساعة الماضية، أعلنت وزارة الدفاع السعودية أمس، أن العمليات الجوية استهدفت في خامس أيام العمليات، مواقع الصواريخ الباليستية وصواريخ «سام» التي يسيطر عليها الحوثيون. وأكدت أن القوات البحرية التابعة للتحالف تحكم حصارها على الموانئ اليمنية، ولم ترصد أي محاولات تسلل أو تهريب أو إعداد. وكشفت عن محاولة حوثية فاشلة لإطلاق أحد تلك الصواريخ الباليستية، لكنه سقط بعد نحو 50 كيلومتراً، وتم تدمير موقع الإطلاق. كما دمرت قوات التحالف دفاعات جوية، واستهدفت جميع مخازن الذخيرة والإمداد. كما استهدفت تحركات لقادة الحوثيين، وقوات تابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح في أبين. وأكدت أن العمل جار على الطرق المؤدية إلى عدن لمنع أي تحركات للحوثيين وقوات صالح. وذكرت أن الغارات أصابت ثلاث دبابات إصابة مباشرة. (للمزيد). وكشفت عن أن الميليشيات الحوثية استهدفت مركزاً على حدود نجران (جنوب السعودية)، فتم تحديد الموقع وقصفه في الحال. وقال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، في إيجازه الصحافي اليومي أمس، إن كثرة مستودعات الأسلحة والذخيرة تنم عن النيات السيئة للحوثيين، وأكد العمل على منع قواتهم من التحرك. ورداً على ما تردد عن استهداف غارة للتحالف مخيماً لنازحين، أوضح عسيري أن الميليشيات الحوثية تدس مقاتليها وأسلحتها وسط السكان. وأكد أن قوات التحالف تعمل جاهدة على تجنب وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، وما حدث أن طيران التحالف استهدف تحركاً للميليشيات المتمردة على الأرض من دون معرفة أنه كان منطلقاً من مخيم. وشدد على أن قوات التحالف تقوم بدورها ومعنوياتها عالية، لأنها تدرك أنها على حق. وأشار عسيري إلى أن طيران التحالف حقق كثيراً من التقدم، وتم تحييد الدفاعات الجوية للحوثيين والموالين لهم، ولم تعد لهم قواعد يمكنهم أن يستهدفوا منها الحدود السعودية. وأكد استمرار سيطرة التحالف على الأجواء اليمنية. وكشف عن أن القوات البحرية التابعة للتحالف تُحكم حصارها على الموانئ اليمنية، ولم يُرصَد أي محاولات تسلل أو تهريب أو إعداد. وحذر من أنه إذا حدث شيء من ذلك فسيتم التعامل وفقاً لقواعد الاشتباك المحددة لقوات التحالف. وأكد أن القوات البرية السعودية جاهزة ومدربة، وعلى استعداد للقيام بدورها متى طلب منها ذلك. وأوضح أن «اللجان الشعبية» اليمنية وجميع الداعمين للشرعية والحريصين على استقرار اليمن، يقاومون الميليشيات الحوثية بالتزامن مع عمليات التحالف. وذكر أن الدعم الذي يقدمه التحالف للجان المقاومة اليمنية يتم تقديمه عبر الحكومة الشرعية والجيش الموالي للشرعية، وهما يتوليان تقديمه إلى اللجان الشعبية والمتعاونة معها. وكشف عسيري عن أن طائرات التحالف هاجمت اللواء ال33 التابع للرئيس السابق صالح في منطقة الضالع، وتم تدمير جزء كبير من عناصره. وحاول قادته إعادة انتشار قواتهم وتم قصفهم في التو. وأشار إلى أن المشاركة الباكستانية في قوات التحالف ستعلن فور تحديدها. وفي سياق متصل، نسبت «رويترز» إلى مسؤول حكومي كبير في العاصمة الباكستانية إسلام أباد قوله (الإثنين) إن بلاده ستنضم إلى تحالف «عاصفة الحزم». وأضاف: «لقد تعهدنا أصلاً بالتأييد الكامل للسعودية في عمليتها ضد المتمردين (الحوثيين)، وسننضم إلى التحالف». وأبلغ المسؤول الحكومي الباكستاني «رويترز» أنه كان مقرراً أن يصل إلى الرياض أمس وزيرا الدفاع خواجة آصف والخارجية سرتاج عزيز، لكن مغادرتهما تأجلت بالتنسيق مع السلطات السعودية. وفي سياق ذي صلة، كشف حرس الحدود السعودي عن توقيف 1100 متسلل يمني، حاولوا اختراق الحدود الجنوبية منذ انطلاق «عاصفة الحزم»، فيما تم توقيف 93 مهرباً من جنسيات مختلفة، وضبط حرس الحدود مع المتسللين والمهربين 12 ألف طلقة وأسلحة، ونحو طن من الحشيش، فيما لم يتم تسجيل أي لاجئ أو نازح. وقال المتحدث باسم حرس الحدود السعودي اللواء محمد الغامدي ل «الحياة»: «أوقفنا خلال اليومين الماضيين منذ انطلاق عاصفة الحزم 1100 متسلل، غالبيتهم من اليمن، حاولوا الهرب من الحدود الجنوبية»، مشيراً إلى أن حرس الحدود سجل انخفاضاً في محاولات التسلل خلال الأيام الماضية. وأضاف: «لم يتقدم للسعودية خلال الأيام الماضية المواكبة لعاصفة الحزم، أي نازح أو لاجئ من اليمن». وقال: «الحدود كلها آمنة، ورجال حرس الحدود في حال استعداد دائم لمواجهة أي عدو يحاول المساس بتراب الوطن». على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية اليمني بالوكالة رياض ياسين، تسيير أعمال الحكومة اليمنية من السفارة اليمنية في الرياض موقتاً، مشيراً إلى أن وزارته خاطبت دولاً عربية وأجنبية لحل قضايا الرعايا اليمنيين الموجودين على أراضيها حتى تنتهي الأزمة التي تمر بها البلاد. وأوضح ياسين ل «الحياة» أن عناصر «القاعدة» في اليمن يمثلون فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وقال: «الهدف الأول هو القضاء على الميليشيات الحوثية ومن خلفها، والقاعدة في اليمن هي نفسها علي عبدالله صالح». ونفى أي علاقة لقوات التحالف في «عاصفة الحزم» بالانفجار الذي استهدف مخيم النازحين شمال اليمن وراح ضحيته عدد من الأبرياء في المخيم، مبيناً أن الحوثيين دائماً ما يلقون بأخطائهم على قوات التحالف، إضافة إلى قيامهم بوضع مضادات الطائرات حول المدنيين. وأشار إلى أن التورط الإيراني في مساندة الحوثيين بدأ يزداد، وبدأ أفراد «الحرس الثوري» الإيراني يعملون علناً إلى جانب الخبراء المدعومين من إيران في أراضي اليمن.