أشعلت أول بطولة لكأس العالم تقام في إفريقيا، مختلف البلدان المجاورة للبلد المضيف جنوب إفريقيا أو المنافسة في النهائيات كالجزائر ونيجيريا وغانا والكاميرون وكوت ديفوار, فانهمك الجنوب أفريقيين في الاستعداد للحدث واستجاب الشعب لطلب حكومتهم بدعم المونديال، واشترت الجماهير أكثر من مليون تذكرة لحضور المباريات وظهر بعضهم وهو يصبغ وجهه وسيارته بألوان قميص المنتخب الوطني ابتهاجاً بالمناسبة. وانتقلت حمى كأس العالم إلى الكاميرون الواقعة في غرب إفريقيا حيث الحديث لا يتوقف حول "الأسود التي لا تقهر" في الأسواق التجارية والطرقات. وانتعشت تجارة الباعة المتجولين لبيع قمصان منتخب الكاميرون خاصة تلك التي تحمل رقم (9) ويرتديها قائد الفريق ومهاجم نادي إنتر ميلان الإيطالي صمويل إيتو. وفي نيجيريا، يشغل كأس العالم الحيز الأكبر من أحاديث الشعب الذي يأمل أن يتمكن المدرب السويدي لارس لاجرباك من تجديد قوة النسور المحلقة قبل مباراتهم الأولى أمام الأرجنتين. وعدا الدول المشاركة في كأس العالم والدول الإفريقية الأخرى، كان الاهتمام بالبطولة هادئاً، خاصة أن قيمة التذاكر مرتفعة وكذلك تكاليف السفر مما يصعب على كثير من الشعوب أن تتواجد في البطولة. ورغم إطلاق اسم (كأس العالم الإفريقي) على المونديال، لم يقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للقارة السمراء أية تسهيلات تتعلق بتذاكر البطولة، فكان عليهم أن يدفعوا ثمن التذكرة العادي الذي يبدأ من 80 دولاراً في مباريات الدور الأول شأنهم في ذلك شأن سكان الدول المتقدمة. وكانت بعض الدول المجاورة تأمل في أن تكون معسكرات لدول استعمرتها من قبل فموزمبيق مثلاً كانت تضع عينها على الدولة التي استعمرتها في الماضي وهي البرتغال, أما المستعمرة البريطانية السابقة بتسوانا فكانت تتطلع لاستضافة معسكر منتخب إنجلترا، فيما كانت ناميبيا تنتظر منتخب ألمانيا. ولكن 31 منتخباً من بين منتخبات المونديال ال32 ، قرروا إقامة معسكراتهم التدريبية السابقة للبطولة في جنوب إفريقيا. عدا ذلك أشارت شركات السياحة في ناميبيا، التي تتمتع بكثبان رملية حمراء عالية وعادة ما تجتذب السائحين إلى وجود حجوزات في البلاد لجماهير كرة القدم الأجانب. وفي هذا الصدد يقول كريستي بيناد رئيس مجلس إدارة اتحاد الضيافة الناميبي "إننا نرى العديد من الجنوب إفريقيين يؤجرون منازلهم خلال فترة كأس العالم ويأتون إلى ناميبيا لقضاء عطلاتهم". وقال كويسانياس ماتسومبي رئيس مجلس إدارة اتحاد فنادق جنوب موزمبيق "لو كانت منتخبات مثل البرتغال أو البرازيل أو إيطاليا أو شيلي تعسكر هنا لاختلف الأمر".