أصبحت لعبة "بوكيمون غو" الافتراضية.. اللعبة الأشهر والأكثر انتشارا في الحياة المعاصرة، إذ يبحث العالم كله الآن عن شخصيات "البوكيمون". اللعبة التي أطلقتها شركة "نيتيندو" اليابانية، ولاقت نجاحا حتى أن أسهم الشركة في بورصة طوكيو ارتفعت بنسبة 10% بعد انطلاق اللعبة ونجاحها، بعد أن خلقت هوسا وإدمانا كبيرين بين مستخدميها الصغار والكبار! وتعتمد هذه اللعبة الغازية على فتح الكاميرا الخاصة بجهازك، وفتح خاصية تحديد المكان، وتعتمد على خريطة شبيهة بخرائط جوجل، وتظهر اللعبة شخصيات البوكيمون في أماكن محيطة بك، فقد تجدها في غرفة نومك، أو في منزل الجيران، أو مكتب مديرك في العمل، أو في الشوارع والميادين، وغيرها من الأماكن، وهذا هو الجزء الشيق في اللعبة، والذي يجعلك تتتبع شخصيات البوكيمون للإمساك بهم. و"بوكيمون" كلمة يابانية من مقطعين معناها: "وحوش الجيب"، وهذه اللعبة التي يتجاوز عمرها الأسبوعين ونيف باتت الآن أكثر برنامج عالمي تحميلا، وسرعان ما انتشرت في الدول المسموح لها بالتحميل، ومنها الولاياتالمتحدة الأميركية ونيوزيلندا وسويسرا ودول الخليج، وفي هذا السياق والسباق يؤكد المختصون أن فكرة اللعبة البوكيموية تعتمد على تخطى اللاعبين مستويات معينة للحصول على البوكيمون قوي وتدريبه على أفضل المستويات. وعلى الرغم من أن الشركة طرحت لهذا التطبيق بالمجان في الدول المسموح لها بالتحميل، إلا أنه توجد بعض المستويات المتقدمة، يجب دفع مبالغ لها تراوح بين دولار واحد إلى 99 دولارا، ولذلك حققت لعبة "بوكيمون غو" كثيرا من النجاحات، إذ تجاوزت الأرقام القياسية لكثير من الشركات العملاقة، من بينها مواقع التواصل الاجتماعي، وتجاوز عدد الذين قاموا بتحميل اللعبة على متجر جوجل بلاي حاجز ال15 مليون مستخدم، قبل أن تطلقها اللعبة في جميع دول العالم، ووصلت أرباح الشركة المطورة للعبة "Pokémon Go"، إلى حوالي 1،6 مليون دولار يوميا بفضل الاستخدام المتواصل للعبة ومشتريات المستخدمين في الولاياتالمتحدة المتواصلة داخل اللعبة، على الرغم من الدعوات المتواصلة للمطالبة بحظرها في عدد من الأماكن، خوفا على سلامة مستخدميها، فضلا عن التعدي على خصوصية الآخرين، وكشف أسرار بيوتهم! ولا مناص من أن لهذه اللعبة الافتراضية التي شغلت عقول وأذهان كثير من الأطفال وحتى المراهقين والكبار، وأثّرت بالطبع على خيالهم وعواطفهم في خضم انتشارها بشكل سريع وعلى نطاق واسع في مجتمعنا السعودي الفتيّ، وجعلت البعض يقضي ساعات طوالا متنقلا ومهرولا في مضمار البحث عن اصطياد كائنات البوكيمون، وممارستها بصورة تصل حد الإدمان التقني. لها كثير من الآثار النفسية والاجتماعية والأمنية والتربوية التي تنعكس –كيميائيا- على سلوك وفكر ووعي كثير من اللاعبين المتعاطين والمتفاعلين في قالب هذه اللعبة الافتراضية، وبالتالي ينبغي على مؤسسات التنشئة الاجتماعية "الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية والتربوية والثقافية". رفع سقف الوعي الأسري، وتنوير المجتمع وتبصير مكوناته بتلك الآثار والتداعيات المتمخضة من رحم تلك اللعبة الوافدة الخطرة، التي غزت الفكر والخيال والعاطفة والسلوك، وسلبت الأموال وسرقت العقول. مع ضرورة قيام أيضا المؤسسات المعنية بنشر ثقافة "الوعي التقني" داخل النسيج الاجتماعي قبل أن تتسع دائرة الإدمان التقني وأمراضه، وبالتالي اصطياد العقول المتفاعلة بدلا من اصطياد كائنات ودمى البوكيمون!.