قبل ساعات من انطلاق القمة العربية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، دفعت قوات الجيش والشرطة والدرك والحرس بالمئات من أفرادها إلى شوارع نواكشوط، وأحكمت طوقا أمنيا في محيط الإقامات المقرر أن تستضيف الزعماء العرب المشاركين في القمة، كما كثفت من وجودها أمام الفنادق التي توجد بها الوفود المشاركة. وانتشرت وحدات الجيش الموريتاني على طول الطريق الرابط بين مطار نواكشوط الدولي الجديد "أم التونسي" ووسط المدينة، وباشرت السلطات إغلاق بعض الشوارع الرئيسية، كذلك مراقبة المنافذ الحدودية منعا لدخول عناصر متطرفة موريتانيا أثناء انعقاد القمة. من ناحية ثانية أعلنت السلطات الموريتانية رسميا عن تدشين قرية ثقافية منوعة، وذلك ضمن سلسلة من مظاهر الاحتفال بضيوف القمة العربية. وتضم القرية الثقافية 18 جناحا يتم فيها عرض مختلف أوجه التراث والثقافة لتعكس للضيوف التنوع والثراء الذي يميز موريتانيا. وتعرض في القرية أنواع كثيرة من المخطوطات النادرة، ونفائس المؤلفات وكنوز الآثار الموريتانية، وأبرز إبداعات الفنانين التشكيليين، والطوابع البريدية النادرة وأرشيف العملات المستخدمة عبر تاريخ البلاد، منذ حقب الاستعمار وما بعدهم، بالإضافة للمراحل السياسية والثقافية والأدبية والشعرية التي مرت بها البلاد. وقال القائمون على القرية الثقافية إن جوانب مختلفة من التراث الموريتاني المادي والثقافي سيتم إبرازها، متحدثين عن إقامة أجنحة للسينما والأدوات الموسيقية والتراث غير المادي والسجاد الموريتاني، إضافة إلى جناح مخصص للزيارة التفاعلية للتراث الموريتاني وآخر للمواقع الثقافية الموريتانية. كما حرص القائمون على القرية الثقافية بموريتانيا على الاهتمام بالبعد البدوي الصحراوي للبلاد، من خلال استخدام الخيمة الصحراوية في كل مظاهر الاحتفال بضيوف القمة العربية، فيما تم إبراز الجوانب التعليمية في البلد. وكانت القرية قد شهدت أول من أمس أنشطة ثقافية وأمسيات شعرية وفنية، أحياها عدد من كبار الشعراء والفنانين الموريتانيين. وقال منسق القرية الثقافية والتراثية النامي ولد محمد كابر في تصريحات صحفية إن الموريتانيين يسعون لاستقبال حافل للضيوف العرب، في ظل الفرحة التي غمرتهم باحتضان القمة العربية لأول مرة.