فيما استعدت العاصمة الموريتانية نواكشوط لاستضافة مؤتمر القمة العربية ال 27 المقررة في يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، وجه مسؤولون سابقون وباحثون موريتانيون، نداء للقمة العربية التي أطلق عليها "قمة الأمل"، يتضمن توصيات للمشاركين في القمة، تدعو لإعادة النظر بشكل جذري في مؤسسات جامعة الدول العربية وإجراءات عملها. كما أوصوا بتحييد العمل العربي الاقتصادي عن العراقيل السياسية، وكذلك تفعيل قرار وزراء الخارجية العرب في 26 مارس من العام الماضي، بخصوص إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، ومراجعة بنية البرلمان العربي وإعطائه دورا تشريعيا يتجاوز المهام الاستشارية، وضرورة تفعيل الاتفاقيات العربية العربية التي تصب في اتجاه تدعيم العمل العربي، فضلا عن إنشاء آلية لاستشراف الأزمات وتقويضها بدل الاكتفاء بتسييرها عند نشوبها. وتضمنت التوصيات، إقرار مشاريع قومية ذات مردودية كبيرة مثل ربط جميع الأقطار العربية بسكة حديدية وخط بري سريع، وتوظيف طبيعة وحجم التحديات التي تواجهها الأمة وجعلها مرتكزا لاستنهاض الهمم ومحفزا لشحذ الضمير الوطني. استعدادات مكثفة قال مسؤول كبير في الخارجية الموريتانية ل "الوطن"، إن كل الاستعدادات الخاصة باستضافة العاصمة نواكشوط لمؤتمر القمة العربية أوشكت على الاكتمال، مشيرا إلى الانتهاء من تسليم دعوات حضور القمة سواء للقادة العرب، أو لزعماء عدد من الدول الإفريقية القريبة من موريتانيا. وأضاف المسؤول أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، كلف أربع لجان حكومية بالإشراف على إدارة فعاليات القمة، برئاسة الأمين العام للرئاسة الموريتانية مولاي ولد محمد لغظف. ومن جانبه، أفاد وزير موريتاني أن مستوى التمثيل الرسمي في القمة العربية التي تنطلق قريبا بنواكشوط سيكون فوق كل التوقعات، متوقعا أن القرارات التي ستصدر عنها ستكون على مستوى الآمال المعلقة عليها من قبل الشعوب العربية التي يعيش معظمها في ظروف استثنائية على المستويات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية. خطط أمنية يشهد محيط العاصمة نواكشوط حاليا انتشارا أمنيا مكثفا، حيث أوكلت الحكومة الموريتانية للجيش إدارة الأمن في العاصمة خلال انعقاد القمة، و قالت مصادر أمنية إن الرئيس الموريتاني كلف قائد أركان الجيش اللواء محمد ولد الغزواني، بإدارة الجانب الأمني للمؤتمر، فيما تحدثت مصادر إعلامية عن قرار السلطات تحويل بعض أحياء العاصمة خلال الأيام القليلة القادمة إلى مناطق عسكرية مغلقة، من أجل التمكن من السيطرة عليها مع بدء توافد ضيوف القمة. يأتي ذلك في ظل الهاجس الأمني الذي يسيطر على السلطات الموريتانية بعد الموافقة على استضافة القمة عقب اعتذار المغرب، قبل أكثر من خمسة أشهر، لاسيما وأن موريتانيا تعرضت في أوقات سابقة لهجمات إرهابية نفذها فرع القاعدة في بلاد المغرب العربي، ومن ثم فقد بدأ الجيش الموريتاني إحكام سيطرته على المعابر الحدودية البرية والبحرية تفاديا لتسلل مجموعات إرهابية إلى وسط العاصمة نواكشوط. وقال المحلل السياسي، الفتح ولد أحمد، إلى "الوطن"، إن مساحة البلاد المترامية الأطراف فرضت تحديا أمنيا كبيرا، حيث يسهل تحرك المجموعات الإرهابية، أو رصدها، لكنه أضاف أن قوات الجيش الموريتاني استطاعت خلال السنوات الأخيرة تطوير قدراتها الذاتية في التدريب والتسليح بما يؤهلها لتأمين الحدود. استقبالات شعبية قال وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ، لدى استقباله البعثة الإعلامية المكلفة بتغطية القمة العربية، إن الشعب الموريتاني بكل أطيافه سيستقبل الضيوف الأشقاء بحفاوة بالغة، ولن يدخر جهدا في أن يكون استقبال الملوك والرؤساء والقادة العرب متميزا. وقدم وزير الثقافة للإعلاميين العرب عرضا عن تاريخ نشأة موريتانيا وما بذله علماؤها وشيوخها من جهود في نشر الإسلام وعلوم اللغة العربية في إفريقيا، مشيرا إلى أنه تم تنظيم قرية ثقافية بالملعب الأولمبي، سيتعرف من خلالها ضيوف المؤتمر على التنوع الثقافي الذي تتميز به موريتانيا. استكمال البنى التحتية أنهت السلطات المحلية الموريتانية، استكمال البنى التحية للعاصمة نواكشوط، استعدادا للقمة العربية من خلال توسعة عدد من الشوارع الرئيسة وإنارتها، وتجهيز الفنادق التي ستستضيف قادة الدول. وافتتحت السلطات رسميا مطارا دوليا جديدا أطلق عليه "مطار نواكشوط الدولي الجديد - أم التونسي"، قالت مصادر إنه سيكون من بين أهم المطارات بدول شمال غرب إفريقيا. كما بادرت السلطات الموريتانية قبيل القمة إلى دعوة أحزاب المعارضة إلى حوار سياسي شامل يضع حدا للتجاذب السياسي، كذلك تم الإفراج عن عدد من النشطاء السياسيين، وتسوية بعض الملفات، تفاديا لتعكير أجواء القمة. توصيات ما قبل القمة * إعادة تقييم مؤسسات الجامعة العربية * تحييد العمل الاقتصادي عن السياسي * تفعيل إنشاء قوة عسكرية مشتركة * مراجعة بنية البرلمان العربي * إنشاء آلية لاستشراف الأزمات * ربط الأقطار العربية بخطوط حديدية