تراجعت أسعار الطماطم في أسواق الرياض نهاية الأسبوع الجاري بنحو 25% بعد أسابيع من الارتفاع الكبير استحقت أن يطلق عليها البعض "المجنونة" أو "الذهب الأحمر" و"الغالي" و"شادّة حيلها" في إشارة للقفزة القياسية في أسعارها حين وصل سعر الكيلو الذي لا يتجاوز بضع حبات صغيرة إلى أكثر من 10 ريالات. وخلال جولة "الوطن" أمس على سوق "عتيقه للخضار" الذي يعتبر أكبر أسواق العاصمة، لوحظ توفر المعروض من ثمار الطماطم البلدي والمستورد، وتراجع أسعارها بشكل لافت فيما يبدو أنه بداية لعودة "المجنونة" إلى صوابها. فقد تراجع سعر الصندوق الكبير (يزيد حجمه عن 10 كيلوجرامات) من 80 ريالا الأسبوع الماضي إلى 60 ريالا أمس، والصغير من 35 إلى 20 ريالا، وسط توقعات الباعة بعودة الأسعار إلى وضعها السابق بعد عيد الأضحى حين يكتمل إنتاج جميع المزارع. وبرر البائع محمد السليمان التراجع بزيادة المعروض المحلي، مشيرا إلى أن المزارع المحليّة بدأت تنتج محصولها بكميات جيدة، بعد تناقص المعروض في الفترة الماضية، بسبب حرارة الشمس العالية، التي أتلفت الكثير من المحاصيل، وأوضح أنه منذ 4 أيام تراجعت الأسعار قليلا، بعد توافر كميات جيدة من الطماطم في السوق، متوقعا عودة الأسعار إلى سابق عهدها بعد العيد ، أي إن الصندوق الكبير سيصل إلى مستواه الطبيعي أقل من 20 ريالا، والصغير بنصف السعر. ومع ذلك مازال اسم "المجنونة" على ألسنة الزبائن حسب البائع نافع الرشيدي الذي قال إن كثيرين يبادرون بسؤاله: "بكم الذهب الأحمر؟" وآخرون يتساءلون "هل تعقلت المجنونة" والبعض يطلق أوصافا ساخرة "الغالي" أو"شادّة حيلها" في إشارة لمعاناتهم من أسعارها المرتفعة، لافتا إلى أن بعض الزبائن من الفقراء وذوي الدخل المحدود لا يقدرون على الشراء بالأسعار المرتفعة ويغادرون دون شراء قائلين "والله ما نملك ثمنها". بينما ينفي البائع مبارك سعيد أن يكون الباعة قد ساهموا في صعود الأسعار عبر الحصول على هامش ربح مرتفع، قال إنهم يسمعون مثل هذه الاتهامات من بعض زبائنهم لكنها غير صحيحة، مؤكدا أنهم يحصلون على صافي ربح لا يزيد عن 5 ريالات في كل صندوق وهو مبلغ زهيد مقارنة بما يصرفونه من مبالغ على التحميل والتنزيل وإيجار المحلات ورواتب العمالة. ويشير عدد من الزبائن الذين التقتهم "الوطن" ومنهم أحمد اليافعي (صاحب مطعم) إلى أنه لاحظ تراجع الأسعار بشكل لافت أمس حيث اشترى صندوقا كبيرا ب60 ريالا بعد أن كان سعره قبل أسبوعين 100 ريال، مضيفا أنه حرص على الشراء من أسواق الخضار الكبيرة لرخص أسعارها نوعا ما مقارنة بالمحلات التجارية "التجزئة" التي ما زالت متمسّكة بأسعار الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، نظّمت أمانة منطقة الرياض أمس "يوم المزارع" في أسبوعه الرابع والثمانين على التوالي بمقر سوق الخضار والفواكه شمال الرياض، حيث شهد إقبالاً كبيرا من المتسوقين، وعُرضت فيه مختلف أنواع الخضار والفواكه. وطبقا للإحصاءات والمقارنات التي يقوم بها الجهاز الإشرافي التابع للإدارة العامة للأسواق بالأمانة فقد بلغ متوسط سعر صندوق الطماطم زنة خمسة كجم 35 ريالا، فيما تراوح سعر الصغير زنة أربعة كجم بين20 و25 ريالا، أما بقية المنتجات فكانت بأسعارها المتعارف عليها. وأضافت الأمانة في بيان أمس أن نحو 83 مشاركا بينهم 26 مزارعا شاركوا في يوم المزارع حيث عرضوا 11 ألف عبوة من الخضار والفاكهة لمختلف الأنواع زنة عشرة كجم، وتسويق 38322 ربطة من الورقيات، و1082 كرتونا من التمور، وبلغ إجمالي المبالغ المتداولة ما يقارب من 245,29 ريالا. ووجه مدير الإدارة العامة للأسواق والراحة والسلامة المهندس ناصر البدر شكره للشركات والمؤسسات الزراعية والمزارعين المشاركين على تعاونهم وحرصهم على جودة المنتجات المعروضة، مشيرا إلى أن المشاركة في يوم المزارع متاحة لجميع الراغبين من مزارعين وشركات ومؤسسات زراعية، كما شكر المواطنين على تفاعلهم مع هذا اليوم وإبداء الملاحظات البناءة التي تساعد على التطوير وتحقيق الأفضل.