على غرار التباين الدولي بشأن الأزمة السورية، اختلفت زوايا التغطيات الإعلامية بين مؤيدة ومعارضة للمحاولة الانقلابية الفاشلة. ومع دخول تركيا ليلة أول من أمس، في نفق مظلم، سارعت بعض وسائل الإعلام إلى نشر أنباء عن إمكانية طلب الرئيس إردوغان اللجوء السياسي إلى ألمانيا، بينما نشرت الصفحات الموالية لنظام بشار الأسد فيديوهات لمسيرات فرح بالسيارات، وهتافات ضد إردوغان، وإطلاق نار ابتهاجا بالانقلاب، فيما تغير الحال بعد ساعات إثر الإعلان عن فشل الانقلاب وتحولت أفراح الموالين للأسد إلى أحزان. وحدة تركية في الداخل التركي، كانت التليفزيونات الخاصة المصدر الرئيس للأخبار، في إسطنبول على الأقل، بينما تضاربت الأنباء بشأن ما يجري في أنقرة حتى الخامسة من صباح أمس، بعد فشل الانقلابيين في اقتحام البرلمان. وذهب محللون إلى أن الشعب التركي ضرب مثلا في وقوفه ضد الانقلاب، مستشهدين بانقلاب حزب الشعب الجمهوري "حزب أتاتورك"، وحزب الحركة القومية، وكذلك حزب الشعوب الديمقراطي "الكردي" وقوفهم ضد الانقلاب. وكذلك أعلن كثير من الأتراك المعارضين لحكم إردوغان رفضهم للانقلاب، ونزلوا إلى الشوارع يحملون العلم التركي فقط، وحتى مؤيدو إردوغان لم يحملوا أيضا سوى العلم التركي، في منطقة "فاتح" الممتدة في إسطنبول، وفي ساحة "تقسيم" الأشهر في تركيا. اتفاق على الديمقراطية في السياسة، ما يزال الأتراك منقسمين بشأن شخصية إردوغان، وسياسة حزب العدالة والتنمية، لكنهم توحدوا بشكل شبه كامل رفضا للانقلاب، وهو ما تجلى عبر القنوات التلفزيونية التركية وعلى شوارع المدن. وحتى الأكراد، الذين يخرجون بشكل منتظم كل يوم أحد في مظاهرات دون مناسبة يهتفون فيها ضد إردوغان وحزبه، نزلوا إلى الشوارع رفضا للانقلاب. وبينما لا يزال الرأس المدبر للانقلاب مجهولا، فإن أصابع الاتهام تتوجه إلى العقيد البحري محرم كوسا، بيد أن أنباء متداولة أشارت إلى أن الأخير كان في غواصة راسية في بحر مرمرة، وأنه أعلن عدم ارتباطه بالمحاولة الانقلابية، كما أشارت مصادر إعلامية لاحقا إلى اعتقاله تمهيدا لمحاكمته.