أشار الروائي والقاص إبراهيم مضواح الألمعي، خلال الأمسية التي استضافه فيها نادي جدة الأدبي، إلى أن "حكايات الجدات"، أثرت على التكوين السردي، وذهب إلى أن "القصة القصيرة فن مستقل قائم بذاته؛ غير أنها إرهاص لامتداد سردي". جاء ذلك خلال أمسية سردية في أدبي جدة، مساء أول أمس. وتحدث مضواح عما وصفها ب"فتنة السرد"، وربطها بحكايات الجدات، مسترجعا تجربته القصصية الأولى، روايته الأولى التي لم يستطع فيها تجاهل ذلك، قائلا "كانت نقلا واقعيا لقصة روتها جدتي؛ تحكي مرحلة طفولتها، ويُتمها المبكر، مع أخويها اللذين يصغرانها، وباءت محاولتي بالفشل، برغم أنها مليئة بالمفارقات، ومواقف النجدة، من أناس، والخذلان من آخرين، وبرغم أن القصة حاضرة بكل تفاصيلها في ذاكرتي، فقد عجزتُ عن نقلها إلى الورق، وما زلت عاجزا". هاجس الحرية تنقل مضواح بين الرواية والقصة، وحازت بعض أعماله على جوائز أدبية، كرواية "جبل حالية" الحائزة على جائزة الشارقة للإبداع العربي، ورواية "عتق" الحائزة على جائزة حائل للرواية السعودية. رواية "عتق" التي تحدث فيها مضواح خلال الأمسية، اعتبرها رحلة البحث عن الحرية التي ينشدها البطل، وفي سبيلها حاول الانعتاق من كل القيود، وظل يهجس بهذه الحرية إلى أن استعبده هذا الهاجس، فبعد أن انعتق من عبودية الوظيفة، وعبودية الزوجية، وتخلص من شباك عيون الناس، وكلماتهم الناقدة، وجد نفسه، مكبلا بقيود هواجسه، ومخاوفه وحنينه، وحَيرته، التي لا يستطيع الفكاك منها. فيما اعتبر مضواح، أن المحاولات السردية تعد خطوات على طريق طويل، ننتهي ولا ينتهي، ولكنها حديثُ نفسٍ، وبوح خاطر، ونفثات صدر، وليست معنية بتقويم تجربة، أو الدفاع عنها، أو رد انتقادات الناقدين، فليس هذا ما يفترض بالمبدع الانشغال به، ولكن الذي يجب أن يشغل المبدع هو تطوير أدواته، والعمل على تجويد إبداعه، والاستمرار في الإنجاز.