في تقرير سري رفعه إلى مجلس الأمن، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه البالغ من مواصلة إيران محاولاتها تهريب الأسلحة والذخائر إلى جماعة الحوثيين الانقلابية. وقال مصدر مسؤول داخل الحكومة الشرعية إن تسريبات أشارت إلى أن مون أحاط مجلس الأمن بأن طهران لا زالت تسعى لإطالة أمد الأزمة في اليمن، والحيلولة دون وضع حد لها، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى السفن العديدة التي ضبطت في وقت سابق وهي تحاول اختراق الحدود البحرية اليمنية، لإيصال أسلحة للحوثيين، على غرار السفينة التي ضبطتها مقاتلات تابعة للبحرية الأميركية في مارس من العام الماضي، وعلى متنها أطنان من الأسلحة والذخيرة، فإن السفن التابعة للتحالف العربي لاستعادة الشرعية ضبطت بدورها الكثير من محاولات التهريب الإيرانية التي كانت تهدف لإيصال إمدادات للميليشيات المتمردة. مسؤولية إيران أبدى القيادي في المقاومة الشعبية بإقليم آزال، عبده الصنعاني، استغرابه من الأسلوب الذي تتبعه الأممالمتحدة في التعامل مع النظام الإيراني وحليفه الحوثي، متسائلا عن السبب الذي يدفع أمين عام المنظمة الدولية إلى اللجوء لأسلوب التقارير السرية، بدلا عن دعوة مجلس الأمن بصورة رسمية وعلنية إلى عقد جلسة لمناقشة التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية عامة، والشأن اليمني على وجه الخصوص. وقال في تصريحات إلى "الوطن" "وقوف إيران إلى جانب الحوثيين، ومحاولات دعمهم بالأسلحة والألغام والمتفجرات ليس وليد اللحظة، بل إن طهران كما يعلم الجميع هي السبب الرئيسي في الانقلاب الذي نفذته ميليشيات الحوثيين الانقلابية، وهي التي أوعزت لها باجتياح العاصمة والاستيلاء على السلطة، بعد أن وعدتها بالدعم المادي والعسكري. وهي التي تقف خلف إفشال محاولات التوصل إلى حلول سلمية عبر المفاوضات، كما حدث من قبل في فيينا ومؤخرا في الكويت. لذلك فإن واجب الأمين العام كان يحتم عليه حث المجلس على اتخاذ إجراءات عقابية بحق طهران، بدلا عن تناول الأمر بالتقارير السرية".
معايير مزدوجة أضاف الصنعاني "للأسف فإن هناك ازدواجية واضحة في تعامل المنظمة الدولية مع الشأن اليمني، فبينما تحجم عن إدانة الدور الإيراني السالب، رغم الأدلة المتعددة التي تملكها، والشكوى المدعومة بالوثائق التي قدمتها الولاياتالمتحدة ضد طهران، بعد ضبط السفينة المحملة بالأسلحة، وما سبق أن أعلنته أسترالياوبريطانيا عن ضبط محاولات مماثلة، فإن بعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة "تفبرك" تقارير غير صحيحة، تزعم فيها مسؤولية التحالف العربي عن استهداف الأطفال والمدنيين، على غرار التقرير الأخير الذي تراجعت عنه في وقت لاحق. والشعب اليمني يدرك أن عاصفة الحزم ما وجدت في الأساس إلا لمساعدته على استعادة بلاده من عملاء إيران، وأن المقاتلات العربية تتبع أقصى معايير الحرص في التثبت من المواقع المراد استهدافها، كما أكدته بريطانيا وأميركا أكثر من مرة. لذلك فإن الشعب اليمني فقد الثقة في المنظمة الدولية التي تتبع معايير مزدوجة لتحقيق أهداف خاصة بعيدة كل البعد عن مصلحته".