بدلا من دعمهم ماديا كما وعدتهم قبيل اجتياحهم العاصمة صنعاء، طالبت إيران جماعة الحوثيين الانقلابية بتسديد مبلغ 14 مليون دولار، نظير علاج جرحاهم في المستشفيات الإيرانية خلال الفترة الماضية. مما أثار حالة من الغضب الشديد وسط قيادات نافذة في الجماعة، طالبت بوقف كافة الاتصالات مع إيران. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة -نقلا عن مصادر لم يسمها داخل الميليشيات- إلى أن طهران أرسلت فواتير مستحقة الدفع، لمصلحة بعض المستشفيات التي قامت بعلاج جرحى التمرد. وطالبت بتسديدها فورا. مؤكدا أن رأيا قويا قد برز عقب ذلك وسط قيادات الانقلابيين بكشف أبعاد التدخل الإيراني في شؤون اليمن، ونكوصها عن الوعود التي كانت قد تقدمت بها خلال الزيارة الشهيرة لقيادات الحوثيين إلى طهران، حيث تعهدت بدعم الحوثيين بمبلغ ملياري دولار، وتوفير مشتقات بترولية لمدة عام كامل، إلا أن كل تلك الوعود لم تتحقق، وامتنع النظام الإيراني عن تقديم أي دعم للانقلابيين، حتى السفينة الغذائية الوحيدة التي أرسلتها للانقلابيين كانت تحتوي على أرز غير صالح للاستخدام الآدمي، وانتهت مدة صلاحيته بينما كانت السفينة في عرض البحر. تردي العلاقات خلال الفترة الأخيرة ساءت العلاقات بين إيران والحوثيين، للدرجة التي أقدم فيها القيادي الحوثي، عضو المكتب السياسي للانقلابيين، يوسف الفيشي، على توجيه انتقادات غير مسبوقة لطهران، وطالبها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وهي التصريحات التي وصفها محللون سياسيون بأنها تعبير عن الحال المتردية التي وصلت إليها العلاقات بين الجانبين. كما عبرت قيادات أخرى عن غضبها من أسلوب تعامل طهران مع الحوثيين، ووجه القيادي الحوثي محمد العماد اتهامات لاذعة للقيادة الإيرانية، واتهمها بالكذب والمراوغة والسعي إلى تحقيق أهدافها الخاصة في اليمن، عبر الحوثيين. تشجيع ثقافة الموت ومن المفارقات أن المساعدات الوحيدة التي قدمتها إيران للحوثيين كانت أسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة، عبر محاولات تهريب عديدة، تمكنت قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة من إحباط معظمها، وهو ما أكدته دول كبرى مثل أستراليا والولايات المتحدة، حيث تقدمت الأخيرة بشكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي بسبب تلك العمليات التي تتعارض مع قرارات المجلس، ودعت إلى فرض عقوبات فورية على طهران. وفي ذلك يقول الناشط في المقاومة الشعبية بإقليم آزال، عبده الصنعاني، إن طهران تسارع لتقديم أدوات الدمار والحرب، وتتلكأ عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الغذائية والإنسانية، مما يؤكد تبنيها ثقافة الموت على حساب الحياة والازدهار.