في صخب الحياة التي نعيشها وفي ظل المتغيرات الكثيرة، حولنا أصبح كثير من الناس يتجادلون تقريبا في كل شيء، البعض يسميه حوارا وآخرون يظنون أنه نقاش هم أحرار يسمونه كيفما يشاؤون، في كثير من الأحيان تضعنا ألسنتنا في مواقف لا نحمد عليها وفي مواقف كثيرة قد نجرح قريبا أو صديقا لنا، ونحن نشعر أو لا نشعر، وذلك بسبب ما نتفوه به، يتناقل الناس بينهم مقولة سيئة وهي "الصراحة راحة"، وفسروا الصراحة هنا بأن تقول للذي تتكلم معه كل ما يخطر في بالك حتى ولو كانت كلمات جارحة، لأنك صريح وفصيح، ونسيت بأنك قد تكون قبيحا في سلوكك، هذا لأنك قد تجرح هذا الإنسان بصراحتك وفصاحتك، الكلمات الجميلة تملأ القاموس العربي ولكنها شحيحة على بعض الألسن للأسف. في مواقف عديدة يكون التزام الصمت أفضل من الحديث والكلام الذي لا تراعى فيه مشاعر الآخر، للكلمات التي تخرج من أفواهنا صدى في نفوس من حولنا حتى بعض الحيوانات تتأثر بكلماتنا وتكون لها ردات فعل مختلفة بحسب نبرة صوتنا وبحسب أسلوبنا وما نقوله، فكيف بالبشر، لا بد من مراعاة الآخرين في حواراتنا، فما يصلح أن تقوله مازحا لزميل عملك لا يصلح أن تتلفظ به أمام والدك أو طفلك. الكلمات التي تخرج من أفواهنا لن تعود ولو أردنا، لذا يجب أن ننتبه لما نقول أو ربما يجب أن نصمت أكثر مما نتكلم. هنالك كلمات نسمعها تنطلق كالسهم من فم قائلها إذا لم تقتلك ربما جرحتك جرحا لا يندمل بسهولة. فكر جيدا بما يناسب المقام الذي أنت فيه، وتكلم بما يناسب الحدث الذي تعايشه، كأن تشارك من حولك أطراف الحديث أو مهما كان موضوعك فقط شيئا واحدا لا تفعله وهو ألا تسيئ لأحد بكلماتك، لأنك ربما بعدما أن تنصرف تكون قد نسيت ما تفوهت به سابقا، لكن غيرك ربما لن ينسى كلماتك الجارحة طوال حياته. نحن ربما نفكر كثيرا، ومن الظاهر أننا نتكلم كثيرا وربما علينا أن نصمت طويلا.. يجب أن نعرف متى يجب علينا أن نصمت فقط نصمت.