نحن نستخدم الكلمات (اللغة) حين نعمل، وحين نأكل أو نشرب .. وعندما نستريح، وعندما نحب، وعندما نكره .... فإذا فقدنا الإحساس بالكلمة، أي فقدنا الإحساس باللغة، فقدنا جانباً مهماً من الشعور بأهمية الأشياء التي تمثلها. وكثير من الناس لم يعودوا يهتمون أو يحترمون كلماتهم. والإنسان الذي لا يحترم كلمته، يعني ذلك أنه لا يحترم شخصيته أو سلوكه. وكل كلمة نقولها تنطوي أساساً على قبول فكرة معينة. والقبول هو نوع من الاعتراف، الاعتراف بوجود هذه الفكرة، حتى وإن اختلفت مع من يخاطبك حول هذه الفكرة. ومعنى هذا أن الكلمة – مهما كانت – ترتبط دائماً بموقف معين، حتى ولو كان موقفاً سلبياً. فالكلمة الواضحة والشفافة هي كلمة الإنسان الذي يعرف ما يريد، ويصمم على تحقيق ما أراد. أما الكلمة المراوغة فهي كلمة الإنسان المراوغ الذي لا يريد الوضوح أو الصراحة. وقد امتلأت بعض جوانب من حياتنا الاجتماعية بعدم الوضوح، أو بعدم الشفافية، وبالتالي بالكلمات المراوغة. وإذا كانت المراوغة وعدم احترام الكلمة موقفاً مستمراً وغالباً، فإننا نعيش مشكلة كبيرة يمكن أن تؤثر على حياتنا !!. إن اختيار كلماتنا ينبغي أن ينبع من احترامنا لهذه الكلمات، واحترامنا لأنفسنا. فاحترام الكلمة تعبير عن الوفاء بما تحمله من معانٍ وشفافية لما تنطوي عليه الكلمة من موقف أو فكرة .... إن احترام الكلمة وقوتها تكمن في قدرتنا على التعبير بشفافية عن أفكارنا وآرائنا دون مواربة أو مراوغة، دون أن نجرح أحداً أو نضعه في موقف سلبي للدفاع عن نفسه. إن احترام الكلمة يجعلك قادراً على أن تسيطر على نفسك دائماً، وأن تقول كلمات مناسبة وشفافة لا تجرح بها أحداً من الناس، أو تستخف بعقولهم. ولا شك أن استخدام الكلمات الطيبة يسهم في التخفيف من المشاعر السلبية، كما أنها تؤثر على الناس، وتفتح الحوار بين الناس من أجل مزيد من الوضوح والشفافية.