فيما يتباهى أغلب الناس باقتناء أحذية بماركات عالمية بهدف الوجاهة، قرر ثلاثة شبان سعوديين إعادة الحذاء الشرقي إلى المنافسة، باستبدال المنتجات الأجنبية المتعددة بمنتج محلي يجمع بين الجودة والسعر المناسب والأناقة. قرر الشبان الثلاثة تركي تركستاني، وصديقاه سلمان وفهد بخاري خوض مجال العمل الخاص لتجنب البطالة والاعتماد على الغير، فاتفقوا على تأسيس مشروع لصناعة أحذية تتواءم مع الذوق الشرقي، أطلقوا عليه اسم "مداس" ولم تمر هذه التجربة بيسر وسهولة، حيث واجهوا صعوبات عدة تمثلت في عدم قناعة المستفيد بالمنتج المحلي، إضافة إلى عدم استطاعتهم توفير الأيدي العاملة القادرة على الإنتاج. ويعترف تركستاني بالصعوبات التي واجهته وصديقيه، وقال "لم نكن نملك شيئاً، إلا أن مساعدة أهالينا أنقذتنا، وكانت عاملاً مهماً للنجاح الذي كنا نراهن عليه منذ البداية". وأضاف سلمان بخاري "استدنا 30 ألف ريال، إلا أن القلق كان يصاحبنا دائماً، وبخاصة أننا لا نعلم وجهة مشروعنا التجاري، لكن الدعم المعنوي من الدائرة المقربة، وبخاصة من الأصدقاء كان وقعها إيجابياً علينا، ودافعا مهما للاستمرار والتطوير". كانت البداية في منتصف عام 2008 عندما شارك الأصدقاء الثلاثة ب50 حذاء من تصميمهم في جناح معرض متخصص لبيع الأحذية الشرقية في جدة. يقول فهد بخاري إن "عرض أحذيتنا الأول لم يكن مشجعا، وكان من الضروري بدء محاولة جديدة، تتمثل في تغيير طريقة التصاميم، إضافة إلى تبديل الجلود المستخدمة". ويضيف "بدأنا المحاولة الجديدة، وأصبحنا مستوردين لجلود الغزال والأحصنة، وتمكنا من التغلب على الصعوبات والعوائق التي واجهتنا". وتابع بخاري قائلا "بعد عدة تراوحت ما بين السقوط والوقوف، استطعنا تحقيق النجاح، وافتتاح فرعنا الأول في جدة، وإنتاج أكثر من 1000 زوج من الأحذية الشرقية، وبمرور الوقت أصبح لنا زبائن وعملاء من كافة الشرائح العمرية والاجتماعية".