توقع مستوردون في سوق الأحذية السعودية تحقيق مبيعات تتعدى المليار ونصف المليار ريال من بيع الأحذية خلال عيد الفطر، وذلك لارتفاع الأسعار، إضافة إلى الإقبال الكبير على سوق الأحذية خلال الموسم الحالي، والذي يصادف عيد الفطر، وبداية العام الدراسي، وقال المستوردون إن الأسعار زادت عن السابق بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة الأحذية، متزامنًا ذلك مع ارتفاع الطلب في المملكة، وموجة الشراء العالية خلال شهر رمضان، والأسواق الأخرى العالمية. وأشار عدد من المراقبين أن الإنتاج الصيني للأحذية والجلديات بشكل عام أصبح مهددًا للإنتاج المحلي إذ لم تستطع المصانع المحلية مواجهة الإنتاج الصيني، ومنافسته لاعتبارات عديدة منها سعر بيع الحذاء الصيني، والذي يقل سعرًا عن الحذاء المحلي؛ ممّا أوجد له سوقًا رائجًا في السعودية، بخلاف الحذاء ذي الصناعة المحلية، إذ تسيطر الواردات الأجنبية في السوق السعودي على نحو 75 في المئة من حاجة السوق، فيما تلبي المصانع الوطنية النسبة المتبقية. ويُعزى ذلك إلى قدرة المصانع الأجنبية على الابتكار والتصميمات. وتتصدر إيطاليا قائمة الدول المصدرة للأحذية، تليها إسبانيا، وفرنسا، وتركيا، والصين، ولبنان، ومصر. * منافسة حادة واعتبر خالد دقل المدير الإداري والمالي في مصنع الدقل لدباغة الجلود، أن معظم المشكلات التي تواجه منتجي الأحذية السعودية، ترتبط بعمليات التسويق بسبب المنافسة الحادة، وانخفاض أسعار المنتجات الجلدية المستوردة من آسيا وتركيا. وعلاوة على المنافسة الحادة فإن الحصول على الجلود الخام، وبأسعار جيدة يعتبر أبرز عقبة تواجه صناعة الأحذية، بسبب عمليات المضاربة والمزاحمة من قِبل المصانع على المسالخ والمطابخ، التي تعتبر المصدر الرئيسي للجلود، إذ يتسبب سوء السلخ عادة في نقص المخزون. * ارتفاع التكلفة وأشار ماجد أبو بشيت (مستثمر في المستلزمات الرجالية) بأن الصين تمتلك الحصة الأكبر من سوق الأحذية في السعودية بنسبة 60 في المئة، مبينًا بأن الإنتاج المحلي من الأحذية في الفترة الماضية لم يجارِ ما يتم استيراده من الخارج لعدة أسباب، منها ارتفاع تكلفة الأحذية المصنعة محليًّا، وعدم اهتمام مصنعيها بتحديث التصاميم والتركيز على جاذبيتها. وقال إن الأسعار زادت عن السابق بواقع 20 في المئة عن العام الماضي لارتفاع أسعار بيع الموردين للسوق السعودي لارتفاع التكلفة عليهم من ارتفاع أسعار مواد الخام، وارتفاع أسعار الشحن. وأضاف أبو بشيت إن المنافسة في السوق السعودي تقتصر على المنتج المستورد فقط؛ لوجود أسعار تنافسية تضاهي الإنتاج المحلي بالدرجة الأولى. فقد يصل سعر الحذاء الصيني إلى 20 ريالاً، أو أقل من ذلك، وهو ما يعني وجود شريحة كبيرة من أصحاب الدخول الضعيفة من العمال وغيرهم يقتنون أحذية بتلك الأسعار، بينما يصل الحذاء المحلي، أو التركي إلى أسعار تصل إلى 120 للحذاء، وبالتالي فإن الحذاء الصيني موجود في السوق السعودي بقوة كبيرة. * ارتفاع تكلفة الإنتاج وقال أبو بشيت إن الصناعة المحلية تواجه صعوبات عديدة منها ارتفاع أسعار الدباغة، إضافة إلى قلة الأيدي العاملة في صناعة الأحذية، وإذا أردت الاستعانة بأيدٍ عاملة خارجية فإن تكلفة الإنتاج ستزيد، وبالتالي لا أستطيع منافسة الإنتاج المستورد؛ بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج في مواجهة رخص البضاعة القادمة من الصين، والتي تكتسح السوق، وتنافس بقوة البضائع المستوردة من شتّى بقاع الأرض * ضعف الإنتاج المحلي ويوضح تقرير لوزارة التجارة والصناعة أنها منحت في ال20 سنة الماضية 73 ترخيصًا لإنشاء مصانع لمختلف أنواع الأحذية في المملكة، مبينًا أن القائم منها حاليًّا لا يتجاوز 38 مصنعًا تبلغ طاقتها الإنتاجية سنويًّا نحو 21,8 ألف زوج، وأرجع أسباب ضعف إنتاجية المصانع القائمة مقارنة بعددها إلى عدم جدية أصحاب تلك المصانع في تنفيذ مشاريعهم، وعدم وجود خطط مستقبلية محددة لهم على رغم مرور سنوات عدة على منحهم تلك التراخيص. * 7 مصانع سعودية وأشار التقرير إلى أن المسح الميداني الذي أجراه صندوق التنمية الصناعية السعودي على مصانع الأحذية في السعودية يوضح أن المصانع المنتجة بشكل فعّال لا يتجاوز سبعة مصانع، مضيفًا أن الصندوق اعتمد منذ إنشائه 10 قروض تجاوزت قيمتها 40,8 مليون ريال لتمويل وتوسعة 9 مصانع أحذية، تقدر حجم استثماراته القائمة منها حاليًّا 36 مليون ريال. ونوه التقرير إلى أن الأداء الكلي لصناعة الأحذية المحلية ليس في المستوى المأمول، ولا تواكب الصناعة المحلية جودة الأحذية المستوردة من الخارج، نظرًا لعدم قدرة المنتجين المحليين على اختراق السوق بفاعلية، إذ إن غالبية هؤلاء يعملون على تجميع وخياطة الأحذية من دون تصنيعها بشكل كامل، وهو ما يؤدي إلى زيادة الكلفة، وانخفاض أرباحهم.