"إنها مباراة البرتغال ضد ويلز لا أكثر ولا أقل"، هكذا أجاب النجم الويلزي "جاريث بيل" في رده على الإعلاميين حول مواجهة ملعب "بارك أولمبيك ليون" المرتقبة ضد زميله في ريال مدريد "كريستيانو رونالدو"، ومع أن "بيل" يبدي عدم اكتراثه بشأن المعركة الخاصة بينهما وأن اهتمامه الوحيد فقط هو كتابة تاريخ أكثر لبلده، إلا أن ذلك لن يمنع أنظار الجميع من التركيز على الثنائي الأغلى في تاريخ كرة القدم، فقبل شهر فقط وفي مدينة "ميلانو" الإيطالية رفع الاثنان معا كأس "الشامبيونزليج" مع فريقهما الريال، والآن سيتنافسان في نزال شخصي سيكون في أنظار الكثيرين بمثابة خطوة في الطريق نحو تحديد من ينبغي اعتباره اللاعب الأول في أوروبا. الجماعية والفردية في جانب الإحصاءات فالبرتغالي "رونالدو" يسرق الأضواء من زميله، فهو للتو أكمل تسجيل أكثر من 50 هدفا مع ناديه للعام السادس على التوالي، وأنجز "بيل" فقط نصف ذلك الرقم مرة واحدة، مع هذا فإن ما فعله الأخير مع ويلز ربما له أهمية أكثر، وفي حين أنه مع "رونالدو" هناك دائما الشعور بأن الجوائز الفردية تعني بالنسبة له الكثير مع إنجازات الفريق ذات الأهمية، فإن تركيز "بيل" التام يرتكز على العطاء من أجل الهدف الجماعي للفريق أكثر من الأمجاد الشخصية، وهو ما أثبتته منافسات يورو الحالية. تفوق بيل يشارك "بيل و"رونالدو" كأساسيين معا في فريق العاصمة الإسبانية، وينظر المدريديون غالبا للأول كبديل آخر للبرتغالي كجاذب للنجومية في ملعب "سنتياجو برنابيو" عندما يحين رحيله، ويملك "بيل" الآن الفرصة هنا ليس ليظهر فقط قدرته على أن يماثل "رونالدو" بل تجاوزه بقيادة بلاده للظفر بلقب لم يحمله البرتغالي أبدا، وحينما ننظر للتأثير خلال المباريات الخمس التي خاضها اللاعبان حتى الآن، نجد فعليا أن "بيل" تفوق على المستوى الشخصي، بتسجيله 3 أهداف، بينها اثنتان من ركلات حرة، كما أسهم في تسجيل هدف ويلز ضد أيرلندا الشمالية في ربع النهائي. تأثير رونالدو أخفق "رونالدو" في تسجيل 41 ركلة حرة متتالية في كل البطولات الرسمية، وفي هذه البطولة سدد مرتين ضد أيسلندا والنمسا دون أن ينجح، وأخفق في تسجيل ركلة جزاء حرمت البرتغال من النقاط الكاملة أمام النمسا، بيد أن تأثيره كان ملموسا في مواجهة المجر 3/3 بإحرازه هدفين، بجانب دوره في الانتصار على كرواتيا في ثمن النهائي ونجاحه في تسجيل ركلته الترجيحية أمام بولندا. لغة الجسد بعيدا عن الأهداف، هناك لغة الجسد والقيادة إجمالا، وهو جانب أداره النجمان على أرض الملعب، فبينما تقدم "رونالدو" في أوقات الحاجة وحينما تطلب الأمر ذلك كلاعب يحمل شارة القيادة، لم يبد أن شخصيته وحماسه مؤثران ومعديان لبقية زملائه كما هو حال "بيل"، فالأخير بشخصيته المميزة وليس فقط بأدائه على أرض الملعب، أصبح رمزا لنجاحات ويلز المنتخب الأقل سمعة وقوة.