شخصيته واضحة عملية، تمتاز بالبساطة والهدوء الشديد، والثقة العالية، والاتزان الدائم، وهو ما جعله يحتل موقعا كبيرا في قلوب الباحثين عن الحقيقة. اعتاد الصراحة في القول، دون تهويل أو تضخيم، لينقل الأحداث من ساحاتها كما تكون بذات الدقة، التي لا تختلف عن دقة إصابته للهدف كصاحب مهنة. عندما تبحث ترددات الفضائيات عن الحقيقة، تجدها تقف عند مؤشر ظهوره، ليجد المشاهد والمستمع المعلومات المطلوبة كما هي، وتنال ما تريده من حقائق ووقائع، بمنطق سهل واضح، يحترم عقل المتلقي، لاسيما أنه يتحدث عدة لغات، وهو ما جعله قادرا على إيصال الحقيقة، بعيدا عن التضليل والتعتيم والكذب الذي أصبح تجارة بورا لأصحاب الأجندات الخاسرة. إنه المتحدث باسم قوات التحالف، اللواء الركن أحمد عسيري، الذي قلده بالأمس ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان رتبته الجديدة. عسيري ظل موجودا منذ مدة طويلة، يخدم دينه ثم مليكه ووطنه في مواقع متعددة، إلا أن ظهوره اليومي تزامن مع بدء انطلاق "عاصفة الحزم"، حيث استطاع أن ينجح في المهمة مثلما نجح في غيرها من المهمات السابقة. فهو الشاب الطموح الذي جمع بين علوم متعددة متزامنة مع بدء دراسته في العاصمة باريس. ولد اللواء طيار أحمد حسن محمد عسيري في محافظة محايل عسير، وتلقى تعليمه الابتدائي هناك، والتحق بالجيش السعودي، ثم نال منحة عسكرية إلى فرنسا للدراسة في كلية سان سير العريقة للتعليم العسكري. في عام 1989 تخرج عسيري من كلية سان سير بدرجة امتياز، وكان الأول على دفعته، كما حصل على شهادة في التاريخ من جامعة السوربون. حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، ونال درجة الماجستير في دراسات الدفاع الوطني من فرنسا. وشارك في عشرات الدورات العسكرية، منهما دورتا ضباط الأركان وقادة سرايا بفرنسا، ودورات في الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي، كما حضر دورة معلمي حرب في كلية الجيش الأميركي. تولى عدة وظائف عسكرية وأكاديمية وشارك في حرب الخليج الثانية 1991، وكان مترجما للغة الفرنسية أثناء "عاصفة الصحراء"، كما عمل مدرسا في معهد قوات الدفاع الجوي، ومدرسا بكلية قيادة الأركان. عمل قائدا في مراكز مهمة بوزارة الدفاع السعودية والقطاعات العسكرية أكثر من مرة، وقاد جناحي التكتيك والصواريخ بمعهد قوات الدفاع الجوي. في العام 2002 عين قائدا لطابور العرض العسكري. في العام 2009 تولى مهمة تعريف الصحفيين بمستجدات الوضع خلال المواجهات التي دارت بين السعودية والحوثيين، وذلك أثناء وجوده في السرب السادس من القوات الجوية الملكية.