تسببت نتائج الاستفتاء الشعبي التي أقرت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تداعيات هائلة، إذ انهارت أسواق المال، وهبطت أسعار النفط، وتراجع سعر الجنيه الإنجليزي، وأعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون استقالته، في حين لوحت أسكتلندا بالانفصال عن بريطانيا، فيما أيد اليمين المتطرف في ألمانيا وفرنسا ما أسفر عنه الاستفتاء ودعا إلى استفتاء مماثل. اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي، محدثين صدمة كبيرة للسياسة الأوربية منذ انهيار جدار برلين عام 1989، والتي ظهرت تداعياتها بعد ساعات، فيما وصف بيوم الجمعة الأسود في أسواق المال الأوروبية، كما دفعت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى إعلان استقالته، فيما قالت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستورجينن، إن التحضيرات القانونية المتعلقة بطرح استفتاء شعبي ثان على الشعب بشأن الانفصال عن بريطانيا، جارية. وبموجب النتيجة النهائية للاستفتاء الذي جرى في بريطانيا، أول من أمس، حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبلغت نسبة المشاركة فيه 72,2%، صوت 51,9% من الناخبين لمصلحة المغادرة ، بينما اختار 48.1% البقاء ضمن الاتحاد. ووفقا للأصوات التي تم فرزها حتى وقت متأخر من مساء أمس، فقد أدلى حوالي 33 مليون ناخب بأصواتهم في الاستفتاء، وأظهرت نتائج فرز الأصوات في 377 من أصل 382 منطقة انتخابية، تصويت 17 مليونا، 52% من الناخبين، لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد، في حين صوت 15 مليونا و812 ألف ناخب، 48% من الناخبين، لمصلحة البقاء. وقال مراقبون، إن نتائج المناطق الخمس الباقية، لن تغير من النتيجة الحالية، خصوصا أن الفرق في الأصوات بين معسكري الخروج من الاتحاد والبقاء فيه، وصل إلى نحو مليون صوت. وصوّت معظم الناخبين في إنجلترا وويلز، لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، في حين صوّت معظم ناخبي أسكتلندا وأيرلندا الشمالية، لمصلحة البقاء. استقالة كاميرون تمثلت الضحية الأولى للاستفتاء في رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي أعلن استقالته، مشيرا إلى أن عملية الخروج من الاتحاد سيقودها رئيس وزراء آخر. وقال كاميرون في تصريحات صحفية حول نتيجة الاستفتاء، من أمام مقر رئاسة الوزراء بلندن "ليس من الضروري أن أعلن اليوم تواريخ محددة، ولكن علينا أن نسعى لاختيار رئيس وزراء جديد، في مؤتمر حزب المحافظين الذي سيعقد في أكتوبر المقبل". وأفاد كاميرون "اتخذ الشعب البريطاني قرارا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، فلنحترم هذا القرار". موقف أستكلندا أعربت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستورجينن، في تقييمها نتائج الاستفتاء الشعبي في بريطانيا، والذي يفضي إلى خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي، عن أسفها لنتائج الاستفتاء، قائلة "إن أسكتلندا ترى مستقبلها في الاتحاد الأوروبي، والآن نحن نخرج من الاتحاد من دون رغبة منا، وهذا لا يمكن قبوله ديمقراطيا"، مشيرة إلى أن التحضيرات القانونية المتعلقة بطرح استفتاء شعبي ثان على الشعب بشأن الانفصال عن بريطانيا، جارية. وأوضحت ستورجينن أن الحكومة الاسكتلندية ستجتمع اليوم، وأن كل الخيارات مطروحة من أجل البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، وأنهم سيبدؤون باتباع الإجراءات القانونية اللازمة لإجراء استفتاء شعبي ثان. يذكر أن معظم الأسكتلنديين صوتوا في استفتاء، أول من أمس، على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، إذ صوّت 62% منهم، لمصلحة البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، و38% لمصلحة الانفصال.