وسط تراجع أسعار النفط ومخاوف بشأن تأثيرها على النمو العالمي، اجتمع ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في نيويورك أمس، مع وزير الطاقة الأميركي ايرنست مونيز. وجرى خلال الاجتماع الحديث عن الوضع الحالي في السوق البترولية ودعم الجهود المشتركة لاستقرار أسواق الطاقة وتوفير الطاقة للأسواق العالمية بصورة مستدامة، كما تناول اللقاء التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، منها البحثية والتقنية وكفاءات الطاقة والحوسبة والطاقة المتجددة. تحقيق التوازن وفي هذا السياق، قال وزير الطاقة، خالد الفالح، إن المملكة أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، قد تستعيد دورها في تحقيق التوازن بين العرض والطلب بعد تعافي السوق العالمية للخام. وقال الفالح في بيان نشره الموقع الإلكتروني لأرامكو إنه "رغم الفائض في إنتاج النفط العالمي وهبوط الأسعار لا يزال الاهتمام يتركز على دول مثل السعودية، والتي سيتوقع منها نظرا لأهميتها الإستراتيجية أن تسهم في إحداث التوازن بين العرض والطلب فور تحسن الأوضاع في السوق". وأضاف أن "السياسات النفطية للمملكة نابعة من المسؤولية، وتسعى السعودية إلى الحفاظ على هذا التوازن، بينما تولي اهتماما أيضا بوجود أسعار معقولة للمنتجين والمستهلكين". وكان النفط قد صعد إلى 50 دولارا للبرميل بزيادة 85 % عن أدنى مستوياته في 12 عاما التي سجلها في يناير الماضي مع تعطل إمدادات في نيجيريا وكندا، وهو ما قلص الحاجة إلى دعم الأسعار. وفي أحدث اجتماع لها في يونيو الجاري لم تضع منظمة أوبك سقفا للإنتاج. وحسب صحيفة هيوستون كرونيكل، فإن الفالح أشار إلى أن تخمة المعروض العالمي "اختفت". وقال الفالح "السؤال الآن هو مدى سرعة استنفاد المخزون العالمي" سيظل ذلك يضع حدا لوتيرة تعافي أسعار النفط. علينا فقط أن ننتظر حتى النصف الثاني من العام والعام القادم لنرى كيف تتطور الأمور". لقاء رجال الأعمال التقى ولي ولي العهد أمس بمجموعة من رجال الأعمال السعوديين. وتبادل الجميع خلال الاجتماع الحديث حول تعزيز الشراكة، وفرص الاستثمار، بما فيها استقطاب استثمارات واعدة لتوطين التقنية وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية. ووفق تقارير فإن هذه اللقاءات تأتي ضمن جهود ولي ولي العهد لانتقال رؤية السعودية 2030 من مرحلة التأطير إلى التنفيذ الفعلي، وانطلاق قطار الرؤية عبر دخول أو شراكات مع كبريات الشركات كل في قطاعها، مشيرة إلى أن الاتفاقات الموقعة مع الشركات الأميركية العملاقة خير دليل على نجاح هذه الجهود. شراكات إستراتيجية يذكر أن رؤية السعودية 2030 ركزت على العمل بحسب أحد بنودها الذي جاء فيه "سنعمل على تحقيق ذلك من خلال استثمارات مباشرة وشراكات إستراتيجية مع الشركات الرائدة بهدف نقل المعرفة والتقنية وتوطين الخبرات في مجالات التصنيع والصيانة والبحث والتطوير". وركزت الاتفاقات التي وقعت في وادي سيليكون على توطين التقنية وفتح المجال أمام شركات التجزئة العالمية، إضافة إلى الترفيه، وهو ما يقود إلى توفير فرص العمل للمواطنين السعوديين. كما توجت الزيارة بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة سيسكو سيستمز، تهدف إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي في السعودية وفق رؤية 2030. دور المملكة في سوق النفط تسعى إلى استقرار الاقتصاد العالمي تحافظ على السوق من التقلبات توفر النفط في كل الظروف ترفض ربط النفط بتغيرات السياسة تعمل لإيجاد سياسة نفطية موحدة ترفض مبدأ تحديد الأسعار