في الوقت الذي تتوالى فيه خسائر إيران وتنظيم حزب الله، عسكريا في سورية، تتواتر أنباء حول خلافات بين موسكو وطهران حول الملف السوري، دفعت وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إلى القيام بزيارة مفاجئة إلى دمشق، بتوجيه مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين، كما أكدت وزارة الدفاع الروسية. وتناول اللقاء القضايا الملحة في إطار التعاون التقني العسكري بين الجانبين، وسير التعاون بينهما. وأجمع مراقبون على أن زيارة ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى الولاياتالمتحدة كانت المحرك الأساسي لزيارة شويجو ولقائه رأس النظام في دمشق. واعتبر كبير الباحثين في مركز كارنيجي بموسكو، أليكسي مالاشينكو، أن الزيارة تشير إلى نية موسكو تعزيز الدعم المقدم للنظام السوري. فيما وصفها مراقبون بأنها خطوة احترازية من تطور العلاقات العسكرية والأمنية بين المملكة والولاياتالمتحدة، وإمكانية ظهور سيناريوهات جديدة لتسوية الأزمة السورية، بعيدا عن وجود الأسد. زيادة الدعم الروسي رجَّح مالاشينكو، استنادا إلى طرحه هذا أن تزيد موسكو من وتيرة عملياتها العسكرية في سورية، بما يشمل الضربات الجوية، وزيادة المساعدات العسكرية التقنية لنظام دمشق، مشيرا إلى أن القرار الروسي بتعزيز دعم النظام نابع من احتدام الوضع أخيرا، وفي حلب تحديدا، وضرورة توجيه رسالة جوابية من موسكولواشنطن، على خلفية العريضة غير الرسمية التي ناشد فيها 50 موظفا في وزارة الخارجية الأميركية البيت الأبيض قصف قوات الأسد بهدف التعجيل بالقضاء على داعش وهزيمة الإرهاب في نهاية المطاف. وشدد الخبير الروسي على أنه نظرا للغموض الذي يحيط بمصير الرقة، فإن موسكو سوف تعزِّز دعمها لقوات النظام، إذ لن يتسنى للأسد بسط سيطرة قواته على المدينة المذكورة بمعزل عن الإسناد الروسي، فيما لن يتمكن كذلك من مواجهة المعارضة المسلحة، إذا ما تلقت الدعم المباشر من الولاياتالمتحدة. مزاعم روسية وفي هذا الصدد، أوضحت واشنطن أن سياستها إزاء الأزمة السورية لم تتغير، وذلك ردا على قلق روسيا بشأن "العريضة غير الرسمية" التي قدمها 50 من موظفي الخارجية الأميركية للبيت الأبيض. لاسيما أن مراقبين شددوا على أن مسار التسوية السياسية للأزمة السورية الذي تقصده واشنطن لا يوجد للأسد مكان فيه، بينما لا ترى موسكو إلا النصف الأول من الجملة. وهذا هو الأمر الذي دفع هؤلاء المراقبين إلى التطرق إلى تصريح الرئيس بوتين بأن موسكو تدعم اقتراح واشنطن الخاص "بإشراك ممثلين عن المعارضة السورية في الأجهزة الحكومية بالبلاد"، وهو ما نفاه المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة لم تتقدم أصلا بمبادرة كهذه إلى روسيا، وأنه لا يعلم عن أي اقتراح يتحدث بوتين.