رفضت روسيا بشكل دبلوماسي، المبادرة الفرنسية لعقد مفاوضات سلام مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوجدانوف، أن موسكو تعتبر أن الظروف لم تنضج بعد لعقد مؤتمر حول الشرق الأوسط بمشاركة فلسطين وإسرائيل. جاء ذلك عقب الاجتماع الوزاري الدولي حول عملية السلام بالشرق الأوسط والذي عقد أخيرا في باريس، بمشاركة الولاياتالمتحدةوروسيا، وممثلي حوالي 20 دولة، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية، لكن من دون الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال بوجدانوف، خلال المؤتمر إن "روسيا تقدمت عام 2005 بفكرة عقد مؤتمر دولي للشرق الأوسط في موسكو، كان المقصود منه تسجيل تقدم جدي للطرفين في الحوار حول كافة مسائل الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية، غير أن الظروف لم تكن مواتية لعقد المؤتمر في هذا الوقت. وأشار بوجدانوف إلى أن "إسرائيل ما زالت تنظر بسلبية إلى فكرة المؤتمر الدولي، ورأيها يجب أخذه بالاعتبار"، مؤكدا أن حصول فلسطين على سيادتها الوطنية يصب في مصلحة المجتمع الدولي، ويسهم في تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة وبناء شرق أوسط ديمقراطي ومزدهر. ولفت إلى أن المتشددين يحاولون استغلال غياب الحوار بين إسرائيل وفلسطين بقوله إن "ما يزيد من تفاقم الوضع هو الأوضاع الأمنية غير المستقرة للغاية، وعدم وجود حوار بين الطرفين، يحاول المتشددون استغلاله. وللأسف، فإنهم ينجحون بذلك، وتدل الاستطلاعات الأخيرة للرأي على أن التنافر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في زيادة مستمرة". وقال بوجدانوف إن "روسيا تدعم بشكل كامل الجهود الرامية إلى استعادة الوحدة الفلسطينية على أساس منظمة التحرير الفلسطينية والمبادرة العربية للسلام، وتجري حوارا مع ممثلي كافة أطياف القوى الفلسطينية، وقبل كل شيء فتح وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاقات معينة"، مشددا على أن إطالة توقف العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تهدد جهود السلام. وقال إن "التسوية الفلسطينية الإسرائيلية تشهد اليوم مرحلة هامة وصعبة. وتوقف العملية السياسية بين الطرفين طال أمده كثيرا. وبات حل الدولتين مهددا بالفعل".