نيكولاي سوركوف * تشهد الساحة الإقليمية والدولية حركة ناشطة وجهتها حل مشكلة الشرق الأوسط المزمنة والمعقدة. وحذر ملك الأردن، عبدالله الثاني، من أن ارجاء استئناف المحادثات السلمية بالشرق الأوسط في الأشهر المقبلة قد يؤدي الى نشوب حرب جديدة في المنطقة. وعلى رغم تشدد مواقف الحكومة الإسرائيلية اليمينية وتطرفها، قد تسهم زيارة رئيس وزرائها، بنيامين نتانياهو، واشنطن في رسم الولاياتالمتحدة خطة تسوية جديدة يعلنها باراك أوباما في زيارته القاهرة في 4 حزيران (يونيو) المقبل. وإثر لقاء نتانياهو بالرئيس المصري، حسني مبارك، أعلن الاول أن تل – أبيب ستستأنف، قريباً، محادثاتها مع الفلسطينيين. وموقف نتانياهو من حل ال «دولتين» ملتبس. وتسعى روسيا في تسوية مشكلة الشرق الأوسط بين إسرائيل والعرب. وزار وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، المنطقة، واتصل بالإسرائيليين والفلسطينيين وغيرهم في سبيل عقد مؤتمر للسلام في موسكو يرسي السلام بالشرق الاوسط. وأرجئ عقد هذا المؤتمر في السابق. فموسكو لا ترغب في أن يبلغ المؤتمر طريقاً مسدودة. وطلبت روسيا الى مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، على رأسهم سيرغي لافروف، تمهيداً لمناقشة مسألة تسوية النزاع بالشرق الأوسط بين إسرائيل والعرب، وتنسيق الجهود لصوغ بيان الاجتماع النهائي. ودعا البيان الى استئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، من دون العودة الى نقطة الصفر، مع مراعاة قرارات الأسرة الدولية والاتفاقات المعقودة بين الطرفين. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إسرائيل الى العدول عن سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية، معلناً دعمه دعوة روسيا الى مؤتمر سلام بالشرق الأوسط في موسكو. وتراهن روسيا على استجابة الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية قرارات مجلس الأمن الدولي، وهو ممثل الشرعية الدولية. وهي تسعى الى تذليل العقبات في أوساط الحكومة الإسرائيلية وحركة «حماس». فإسرائيل تطلب الاعتراف بها دولةً يهودية، و «حماس» ترفض الاقرار بهذا. وترى موسكو أن الولاياتالمتحدة انجزت خطوة حاسمة حين اعتبرت المبادرة العربية السلمية جزءاً أساسياً من سياسة الإدارة الأميركية الشرق أوسطية. ومن العسير على حكومة نتانياهو أن تتجاهل هذا الأمر. وتحاول روسيا إقناعها بأهمية التسوية وواقعيتها. والخلافات بين السلطة الوطنية الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، و «حماس» الراديكالية، هي من العوائق أمام نجاح الجهود الدولية المكثفة لتحقيق التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. وتفاقمت، أخيراً، الخلافات هذه، على اثر تشكيل حكومة جديدة في رام الله على رأسها سلام فياض، ولا تضم وزراء من «حماس» التي تمتلك الغالبية البرلمانية، وأعلنت تأثير هذه الخطوة السلبي في المحادثات بمصر لإعادة توحيد السلطة الفلسطينية، بجناحيها، في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويأمل سيرغي لافروف أن يُعقد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط في موسكو هذا العام. ولكن عقد المؤتمر رهن موقف حكومة نتانياهو. * صحافي، عن «نيزفيسيميا» الروسية، 13/5/2009، اعداد علي ماجد