فيما كشفت الانتخابات المحلية في لبنان، عن اشتعال السجال السياسي بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، خصوصا بعد تحالف الأخير في عدد من المناطق مع التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون، قال سياسيون لبنانيون، إن هذا التحالف سيزيد من الهوة بين الحليفين العتيدين في فريق الرابع عشر من آذار. وأشار أمين عام حزب الوطنيين الأحرار الدكتور إلياس أبو عاصي إلى أن اللبنانيين كانوا في حاجة إلى تلاقي بين رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ولكن ما حدث يشير إلى استمرار الخلافات، داعيا إلى معالجة هذه التباينات داخل فريق 14 آذار، بغض النظر عن التحالفات التي حدثت في الانتخابات المحلية الأخيرة. وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن الحريري طلب من المسؤولين في تيار المستقبل عدم التصعيد مع حزب القوات اللبنانية، حفاظا على وحدة 14 آذار وتماسكها، داعيا إلى إبقاء الاختلافات في وجهات النظر بين الطرفين في إطارها الطبيعي وعدم إعطائها أكثر من حجمها. وشددت أوساط مقربة من الحريري ألا خلافات مع القوات بشأن الثوابت الإستراتيجية لانتفاضة الاستقلال، مشيرة إلى أن هناك اتصالات تجري لتبريد الأجواء، تفاديا لمزيد من الانقسامات. وفيما يتعلق بالكشف عن خليتي تنظيم داعش في عكار وعاليا خلال فترة زمنية قصيرة، قال الدكتور أبو عاصي "إن الوضع الأمني معقد، وهو يترك آثاره على الساحة اللبنانية، إلا أن ما يطمئننا جهوزية الأجهزة الأمنية، وانضباطها وملاحقتها اليومية للخلايا النائمة أو المتحركة، وعدم وجود بيئة حاضنة للعمليات الإرهابية في لبنان". وحول مخاوف من وقوع هجمات إرهابية خلال شهر رمضان، قال أبو عاصي "إن الجيش اللبناني جاهز للمواجهة في أي وقت، لكن يجب أن ننتبه من أن تنعكس الخلافات السياسية الداخلية المستمرة على الوضع الأمني، خصوصا في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وإعطاء فسحة كبيرة للتنافس السياسي، ما قد يحدث فوضى لا تحمد عقباها". وأضاف أنه يجب ألا يعتمد اللبنانيون على الغطاء الدولي الذي وضع بلدهم تحت سقف الحماية من الصراع الدائر في المنطقة، ومن ثم فإنه يجب الانتهاء من انتخاب رئيس للجمهورية، وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها العام القادم حتى تصبح المؤسسات اللبنانية ذات فاعلية، لأن كل المبادرات التي طرحت خلال الأسبوعين الأخيرين لحل معضلة الرئاسة لم تنجح، بدءا بانتخاب رئيس لمدة عامين وصولا إلى مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بانتخاب برلمان جديد قبل الانتخابات الرئاسية.