رغم الإجراءات والممارسات الإسرائيلية منذ احتلال مدينة القدسالشرقية عام 1967، إلا أن معطيات دائرة الإحصاء الإسرائيلية، قالت إنه بنهاية عام 2015 بلغ عدد السكان في القدس بشطريها الشرقي والغربي، 850 ألف نسمة، من بينهم 534 ألف يهودي بنسبة 63 %، و316 ألف فلسطيني "37 %"، فيما أكدت دوائر إسرائيلية أن حكومة تل أبيب تخشى هذه الزيادة المطردة لأعداد الفلسطينيين في المدينة. ويأتي هذا الارتفاع في أعداد السكان الفلسطينيين في القدسالشرقية، في وقت نص قرار الحكومة الإسرائيلية في عام 1972 على أن لا يزيد عدد السكان الفلسطينيين عن 22 % من مجمل عدد السكان. وفي سبيل تحقيق هذا الأمر، عمدت الحكومات الإسرائيلية إلى سياسة تشمل 6 عناصر أساسية وهي: مصادرة أراضي الفلسطينيين، إقامة المستوطنات، تقنين عدد رخص البناء الممنوحة للفلسطينيين، شطب إقامات فلسطينيين في المدينة، فصل المدينة عن محيطها الفلسطيني من خلال الجدران والحواجز، فرض الضرائب الباهظة على السكان، وإهمال القدسالشرقية بمقابل ازدهار القدس الغربية. وقالت تقارير إنه بعيد احتلال إسرائيل للشطر الشرقي من المدينة في عام 1967، عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى مصادرة 35 % من مساحة المدينة لإقامة ما يزيد عن 19 مستوطنة إسرائيلية يقيم فيها الآن ما يزيد عن 200 ألف مستوطن إسرائيلي إضافة إلى أكثر من 3000 مستوطن يستوطنون عشرات البؤر الاستيطانية والمنازل الفلسطينية التي تم الاستيلاء عليها في داخل الأحياء الفلسطينية في المدينة. وفيما عدا نحو 13 % من مساحة المدينة التي تقام عليها المنازل الفلسطينية الآن فإن السلطات الإسرائيلية صنفت ما تبقى من المدينة كمناطق خضراء يمنع البناء عليها حيث يقدر المسؤولون الفلسطينيون في المدينة وجود 20 ألف منزل مهدد بالهدم في المدينة بداعي البناء غير المرخص. هدم المنازل قال مركز المعلومات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت 927 منزلا في القدسالشرقية منذ عام 2006 وحتى نهاية عام 2015 وهو ما يؤشر إلى حجم عمليات الهدم بداعي البناء غير المرخص. وأشار المركز إلى أنه نتيجة تقنين إصدار بلدية القدس الغربية رخص البناء للفلسطينيين في المدينة، مقابل الإغداق بهذه الرخص على المستوطنين الإسرائيليين، فإن التقديرات الفلسطينية تشير إلى الحاجة الفورية إلى ما يزيد عن 20 ألف شقة في المدينة لاستيعاب السكان الذين اضطرهم نقص المساكن إلى الانتقال إلى الضفة الغربية.