مع تحسن الطقس بدخول الصيف، عادت الهجرة غير الشرعية إلى السواحل الإيطالية إلى الانتعاش، رغم حالات الغرق الكثيرة التي أسفرت خلال الأسبوعين الماضيين، عن مصرع المئات من المهاجرين. وقال ناجون للشرطة الإيطالية إن المهربين احتجزوهم لأسابيع في منازل، وكانوا يعيشون على وجبة واحدة في اليوم قرب الساحل الليبي، مضيفين أنهم نقلوا بعد ذلك إلى زوارق خشبية أو مطاطية رخيصة بدائية الصنع. ويكافح المسؤولون الأوروبيون -الذين أبرموا اتفاقا مع تركيا لمنع عبور المهاجرين إلى اليونان- بحثا عن سبل لوقف التدفقات عبر المسار البحري الرئيسي الآخر إلى الاتحاد الأوروبي القادم من ليبيا، آملين أن تتمكن حكومة الوفاق المدعومة أمميا من تحقيق الاستقرار. ورغم أن الاتحاد الأوروبي وافق الأسبوع الماضي، على المساعدة في تدريب حرس السواحل الليبي، فإن مسؤولين محليين أكدوا أنهم يعانون من نقص الموارد وقلة الحيلة في مواجهة مهربين يتمتعون بنفوذ قوي ويمارسون عملهم دون خوف من عقاب ويتكيفون بسرعة مع الظروف الجديدة، حسب تعبير المسؤولين الليبيين. مصرع 880 مهاجرا قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن 880 مهاجرا ولاجئا على الأقل توفوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط الأسبوع الماضي، وأضافت أن الطريق من شمال أفريقيا إلى إيطاليا "أشد خطورة بكثير" من الطريق إلى اليونان، مشيرة إلى أن فرص الوفاة تقدر بواحد بين كل 23 شخصا. في سياق متصل، رجحت مصادر أن يكون مئات المهاجرين في عداد المفقودين، بعد غرق مركبهم، أول من أمس، جنوب جزيرة كريت اليونانية. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن القارب الذي أبحر من إفريقيا كان على متنه ما لا يقل عن 700 شخص، بينما أشارت شرطة الموانئ اليونانية إلى أن مئات الأشخاص كانوا على متنه، دون تحديد رقم معين. وأشارت السلطات اليونانية إلى أن القارب وطوله 25 مترا "غرق نصفه" ورصده قارب آخر. إلى ذلك، أعلنت البحرية الليبية، أول من أمس، العثور على جثث 104 مهاجرين على الأقل على شاطئ مدينة زوارة في غرب ليبيا. شبكة فاسدة لدى مرور المهاجرين عبر ليبيا، يدخلون في شبكة تتسم بالفساد والانتهاكات وغياب شبه كامل لسلطة الدولة. وأكدت مصادر أن الكثير من المهاجرين الأفارقة يبقون داخل هذه الشبكة لشهور وربما سنوات حيث يستقر بعضهم أو يعودون لديارهم، بينما يجمع البعض المال لمواصلة الرحلة إلى أوروبا، وتتحول قلة منهم إلى الجريمة أو ينتهي بهم الحال إلى القتال في الصراع الدائر في ليبيا. وقال عميد بلدية مرزق، وهي بلدة صحراوية تقع على مسافة نحو 350 كلم من الحدود الجنوبية، إبراهيم شاويش، إن "كل المهربين على علاقة ببعضهم، ويقومون بتمرير المهاجرين فيما بينهم، ويعبرون الحدود بحرية ثم تتوجه قوافل، مما يصل إلى 25 سيارة شمالا دون أن يوقفها شيء"