ما زال الإصدار السردي الذي نشره نادي أبها الأدبي مؤخرا تحت عنوان " بيدر النص 2"، يثير تباينا في الآراء،خصوصا،وأنه يعتبر تجربة مشابهة لتجربة سبقتها، وهو" بيدر النص 1" الذي صدر قبل أكثر من 10 سنوات. فهناك من يرى أن "الزمن تجاوز مثل هذه الإصدارات" وآخرون يرون أن فيه "نصوص متواضعة جدا". النقطة الأكثر أهمية هي أن الكتاب يحتوي على نصوص قصصية لأجيال متباعدة فبعض أصحاب النصوص يعتبرون من الرواد على مستوى المملكة مثل محمد علي علوان والدكتور حسن النعمي وظافر الجبيري،وآخرون ما زالوا في بداية الطريق الإبداعي. الكتاب من القطع الوسط ويقع في 207صفحات صادر عن مؤسسة الانتشار العربي 2016، وضم نصوصا لحوالي 23 قاصا وقاصة. ورصدت" الوطن" بعض الآراء حول التجربة ، وهل "بيدر النص "2، تجاوز"بيدر النص "1، وهل قدّم أسماء جديدة لها حضورها على الساحة السردية في المنطقة، أم إن ال"بيدر" الثاني هو ال"بيدر" الأول نفسه مع اختلاف تاريخ الإصدار.؟ . توثيق بيدر النص 2 هو الكتاب التوثيقي لحركة السرد في منطقة عسير بعد صدور بيدر النص 1 في سنوات سابقة ومن خلال مطالعتي لهذا البيدر تجلى لي عدد من الملحوظات التي يمكن أن أرصدها هنا: 1 هذا البيدر ،جمع بين مستويات مختلفة من الكتابة القصصية فهو يضم كوكبة من النصوص لعدد من الكتاب والكاتبات تتنوع تجاربهم ما بين تجارب ناشئة وتجارب سبق أن حققت حضورا لا بأس به في المشهد السردي على مستوى عسير وبعضها على مستوى المملكة. 2 يبدو لي أن البيدر قد قدم تلك النصوص،ولكن بنوع من العجلة وعدم التريث لأن هناك نصوصا تتسم بتواضع شديد لا تعكس تحولات المشهد بالقدر الذي نطمح أن يكون. أن بيدر النص 2 حقق نقلة مهمة عما تضمنه البيدر 1من حيث عدد النصوص وطبيعتها الفنية كما ضم أسماء جديدة يحفزها على الحضور ويشجعها على الكتابة السردية. فضلا عن حضور عدد من الأقلام النسائية التي يمكن أن يكون لها نصيب في المشاركة والحضور مستقبلا. n يمكن القول إن بيدر النص خطوة مهمة في مسيرة نادي أبها في حفاوته بالمشهد الإبداعي السردي ومتابعة تحولاته . الدكتور عبدالحميدالحسامي - ناقد وأكاديمي تفاوت زمني رأى الزملاء في لجنة إبداع أن يكون (بيدر النص2) على منهج الإصدار الأول، فينتظم أكبر عدد ممكن من الأسماء القصصية في منطقة عسير، دون نظر إلى عمر التجربة القصصية، وهذا يؤدي بالضرورة إلى تفاوت في العمر الزمني لتجربة المشاركين في هذا الإصدار، على أن قدم التجربة لا يعني بالضرورة تميزها، ففي القاصين أولي التجربة القصيرة، من يكتب نصوصًا متجاوزة للسابقين، ومن ناحية أخرى فإن لدمج التجارب بغض النظر عن قدمها أو حداثتها ميزة تشجيعية لشداة الفن القصصي، ووضع نصوصهم جنبًا إلى جنب مع نصوص المتقدمين، وليس في هذا ظلم لتجربة السابقين ولا اللاحقين، فالناقد والقارئ الحصيف يُتوقَّعُ منه أن يقرأ كل تجربة في سياقها الخاص.. إبراهيم مضواح الألمعي - رئيس لجنة الطباعة والنشر بأدبي أبها لم تضف شيئا الفكرة تجاوزها الزمن نجحت بشكل ممتاز في كتاب ( قصائد من الجبل )، لأن الشعراء الذين شملهم الكتاب كانوا مقلين في النشر، وبعضهم ما زال إلى اليوم لم يطبع ديوانا أضف إلى ذلك أن الزمن أيضا كان يقبل مثل هذا التجميع . تجربة" بيدر النص1" لم تضف شيئا لا على مستوى الحضور الفني ولا على مستوى الدراسة الأدبية، ومن باب أولى ألا تضيف تجربة "بيدر النص 2" شيئا ذا قيمة فعلية للساحة الثقافية التي انصرفت عن القصة بشكل واضح، إضافة إلى أن النصوص المطبوعة في "بيدر النص 2" لم ترق إلى مستوى أدبي مقبول يجعل الطباعة مكسبا وقيمة . الواجب ألا نلتفت للثناء بقدر بحثنا عن أفكار جيدة تقبل الزمن ويقبلها الناس المهتمون والمعنيون. علي فايع - قاص تعريف بالسرد نشر الكتب الإبداعية الجماعية لا تتوقف أهميته على مسألة طباعة النتاج ونشره، ولكنها تتجاوز ذلك إلى التعريف بالتجارب الإبداعية، والتدليل عليها في تنوعها ودرجاتها لطائفة من الأسماء يجمعها مكان واحد أو اهتمام مشترك، ويتحقق ذلك في سياق واحد وبين دفتي كتاب واحد. ويكون الإصدار الجماعي – من هذه الجهة – شبيهاً بالأيقونة برغم ضآلة مساحتها إلا أن قدرتها على الإشارة واسعة وكبيرة. فهذه النصوص المتجاورة تكشف عن مشهدٍ متنوعٍ غني باتجاهاته وأدواته وموضوعاته ورؤاه، تتوازى فيه التجارب الفنية وتتقاطع، فيسهل قياسها وتلمس سماتها وما تكتنزه من طاقة وتنوّع. أحمد آل مريع - رئيس أدبي أبها منجز "أصبح هذا الكتاب منجزّا حاضراً بين يديّ القارئ نقدّمه لنضيء جانبا من تجربة كُتّاب شقوا طريق السرد بجدارة، أصدر بعضهم مجموعة قصصية أو أكثر، ورَفَد المكتبة السعودية والعربية بالعديد من الكتب في القصة القصيرة". ظافرالجبيري- رئيس لجنة إبداع في النادي