لن ينسى النجرانيون صافرة الحكم السلوفاكي "دامير سامنا" والتي مع دوي صوتها في أرجاء ملعب "الجوهرة" أعلنت رسميا تلاشي آخر أمل لبقاء "فارس الجنوب" في دوري جميل للمحترفين بتعادله مع الرائد، ليترجل عن صهوة جواده راحلا إلى مصاف أندية الدرجة الأولى بعد تسع سنوات قضاها صامدا ضمن الكبار منذ صعوده للمرة الأولى موسم 2007، في مشهد صاحبته علامات دهشة وحزن معا ليس بين النجرانيين وحدهم، بل أيضا الوسط الرياضي، في ظل الظروف العصيبة التي عانى منها الفريق هذا الموسم ومنها نقل مبارياته إلى جدة وأزماته المالية المتلاحقة. التاسع الأفضل ولم تختلف السنوات السابقة التي قضاها نجران في دوري المحترفين، عن هذا الموسم كثيرا من حيث الترتيب المتأخر الذي ينهى به المسابقة، بل إن الموسم الأسوأ في تاريخه كان في نسخة 2010 حينما احتل قاع الترتيب "16 نقطة" وهبط رسميا للدرجة الأولى، بيد أن قرارا تاريخيا بزيادة الأندية إلى 14 أبقاه برفقة الرائد، ولم يتجاوز موقع نجران في كل النسخ السابقة المركز التاسع كأفضل مركز حققه "2009 و2012" وكان الأخير هو الأفضل على الإطلاق بتأهله للبطولة الخليجية، وحل عاشرا موسمي 2008 و2013، وجاء في المرتبة 11 أيضا مرتين "2011 و2014"، ونجا الموسم الماضي من الهبوط بعدما حل في المرتبة 12، قبل أن يغادر هذه المرة بحلوله في المركز قبل الأخير. تعاقب مدربين بعيدا عن الظروف التي عاشها الفريق خارج المستطيل الأخضر، أسهم تعاقب ثلاثة مدربين في قيادة الجهاز الفني في موسم واحد في تردي أوضاع نجران فنيا، فبدأ بالتونسي فتحي الجبال المقال وقتها من نادي عجمان الإماراتي، واعتبر الكثيرون فترته التدريبية هي من أدت لهبوط الفريق بعد أن قاده في 12 مباراة حقق منها 5 نقاط فقط من تعادلين أمام الوحدة والقادسية وفوز يتيم أمام هجر، وتم تكليف ابن النادي الوطني الحسن اليامي بالمهمة في جولة الدور الأول الأخيرة وكسب الرائد قبل أن يرفض الاستمرار، ليتولى البرازيلي آنجوس مرحلة الإنقاذ الصعبة إلى نهاية الموسم ونجح في حصد 13 نقطة من 13 مباراة إلا أنها لم تكف لإبقاء نجران. نهاية متوقعة بعد مستويات ونتائج سيئة واستقطابات غير موفقة قابلها تفريط بنجوم سابقين، حامت ملامح الهبوط في الأفق منذ بداية الموسم برحيل البرازيلي جانسون دي سانتوس والغاني كوبينا ونواف الصبحي ووسام وهيب وسلطان الشريف، والتعاقد مع أسماء استغنت عنها أنديتها، أبرزها عيسى المحياني وأحمد عباس ومعتز وربيع الموسى ومحسن العيسى وسلطان مندش ويحيى دغريري وإبراهيم هزازي ومعن خضري ومهند عوض وعبدالعزيز تكروني، وشملت الاستقطابات الأجنبية 9 محترفين بداية بالأردني بهاء عبدالرحمن وأبوبكر تمباجو وماني مالك وما مادو والكويتي فيصل زايد، قبل إلغاء عقودهم وجلب رباع برازيلي بقيادة أريك أوليفيرا وبيسمارك وتوزين وألفيش، ويعيش الفريق بعد الهبوط مأزق امتلاك 11 لاعب فقط للمنافسة في الموسم المقبل، كون أغلب العقود التي تم إبرامها لموسم واحد، باستثناء تكروني وخضري. افتقدنا أبسط مقومات اللعب دفع الفريق ثمن معاناته في الدور الأول وخسرنا نقاطا كثيرة بسبب افتقادنا لأبسط مقومات اللعب في دوري للمحترفين ودون أي معطيات تساعدنا لمقارعة فرق مستقرة. لعبنا في جدة بدون جمهور، ولم يتم توفير أي شيء لنا، وحاولنا تسيير عجلة الدوري لأننا كنا نثق في اتحاد كرة القدم بتوفير مبدأ تكافؤ الفرص، أو حتى جزء بسيط منه. أهملنا اتحاد الكرة في البداية ولم يتحرك سوى بعد التصعيد الإعلامي، وكانت هناك أزمات مالية تعرضنا لها بتضاعف المصروفات لتواجدنا خارج نجران. طلبنا نقل المباراة الأخيرة أمام الرائد إلى نجران قوبل بالرفض، رغم أن لعب ولو مباراة واحدة على أرضنا من أبسط حقوقنا. صالح آل سالم مدير الفريق الأول بنجران
عانينا وسط صمت رهيب ما يمر به نادي نجران من أزمات قاتلة رمت الفريق للدرجة الأولى كارثة حقيقية لم ينقذنا منها أحد وعانينا كثيرا وقدمنا تضحيات كثيرة لكن لا حياة لمن تنادي. نجران النادي الوحيد في العالم الذي لعب جميع مبارياته مكرها خارج أرضه وسط صمت رهيب من الجميع وكأننا نحن من اختار هذه الظروف. رغم كل الظروف كنا رجالا داخل الملعب وحاولنا ونافسنا 5 أندية تعيش ظروفا أفضل منا ولكن قدر الله وما شاء فعل، وحاليا لن يفيدنا البكاء على اللبن المسكوب. يجب أن تكون هناك وقفة صادقة وفتح صفحة جديدة وتحكيم صوت العقل أكثر من صوت العاطفة من أجل العودة لأن مكاننا الطبيعي بين كبار جميل. حمد الربيعي قائد الفريق النجراني