أنا ذاك الضمير الأناني أنا ذاك الضمير الوحيد أنا ذاك العدو لنحن أنا ذاك الذي تجنبه الناس خوفا من أن يصفوه بالأناني الجشع فيتركونه وحيدا كما أنا! أنا ومن أنا؟ هذه ليست حقيقتي، هذه هي الحقيقة التي صنعتموها وآمنتم بها فأصبحتم بشرا يرهب الأنا وهو يتصف بها، من غير أن يعلم حقيقتي أنا؟ أنا تلك النفس البشرية التي خلقها الرب لتعمر الأرض، أنا تلك الروح التي بداخلك، التي تجعلك تحيا وتبقى على هذه الأرض بين تلك الأرواح الأخرى، أنا ذاك القلب القابع بداخلك.. ذاك القلب الذي يحمل بداخله عالما ينتظر منك غمضة عين.. أنا ذاك العقل الذي يحكمك ويجعلك ما أنت عليه الآن، ذاك الجبل الجليدي صاحب القمة البارزة والقاع المخفي الحافظ لكل ذكرياتك ومواقفك على هذه الحياة، أنا ذاك الصوت الذي يصرخ فيك حينما ترتكب الأخطاء وتقرر القرارات وتتحدث في التفاهات، حينما تنحرف عن المسار وتيأس من الحياة، أنا تلك اليد التي تلبي ما تريده، أنا تلك التي تجمعك مع الأحباء وتفرقك عن الأعداء. أنا أنت وأنت أنا، أنا ما يجعلك ما أنت عليهن وأنت تجعلني ما أنا عليه، أنت من تقرر عني كل شيء، أنت من تجعلني أنانية جشعة، حينما تعذب روحي وتتجاهل صوتي وتخدش قلبي وتطفئ عقلي. فأنت من يحددني، ومن يحدد نفسك فلا طالما كنت قاسيا معي لم توف بوعودك ولم تسمع لقلبك ولم تفتح عقلك ولم تتصالح مع نفسك ولهذا أصبحت أنانيا جشعا، تحاول تجنبي وإبعادي عن طريقك لتحظى ببعض الحب الذي يملأ فراغك، ولكن اعتذر فأنت من جلبت هذا لنفسك، لذلك أنا في حياتك كظلك الذي رحل ما إن هجرتك روحك وتحجر قلبك ومات عقلك بسببك أنت وحدك، ألا زلت تصفني بالأناني؟ وقد أصبحت وحيدا تلاطمك أمواج الحياة، ألم تتعلم الدرس بعد؟ ألا تريد أن تحظى بابتسامة صادقة وحب شغوف وأمل منير ونفس تنمو وتينع زهورا؟ أتريد حقا هذا يا صديقي؟! إذن أنت وحدك تعلم ما عليك فعله منذ البدايةّ!