ضمن محاولات حزب الله التهرب من محكمة الجنايات الدولية الخاصة باغتيال الحريري، أعلن أمس مقتل واحد من المتهمين الرئيسيين في القضية، هو القيادي البارز مصطفى بدر الدين، قرب مطار دمشق، بينما أكدت مصادر قانونية أن توقيت إعلان مصرعه يثير الريبة. أشارت مصادر قانونية لبنانية إلى أن مقتل القيادي البارز في حزب الله، مصطفى بدر الدين، في سورية أمس، قد يكون "أمرا مدبرا"، معللة ذلك بأنه متهم بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، داعية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والادعاء العام فيها إلى طلب تأكيدات حسية، على ما أعلنه الحزب الطائفي، أمس، من أن انفجارا كبيرا استهدف أحد المراكز التابعة له قرب مطار دمشق الدولي، وأدى إلى مقتله. وعد المحامي اللبناني، خالد كريدية، في تصريح إعلامي، توقيت إعلان مصرع بدر الدين "مريبا جدا" في ظل استعداد المحكمة بدء محاكماتها، ومع وجود حزب الله بصفته متهما رئيسيا باغتيال الحريري. وأبدى استغرابه من تسارع وتيرة تصفية المتهمين الرئيسيين في اغتيال الحريري، وقال إن "معظم المتهمين بقضية الاغتيال تمت تصفيتهم وإعلان وفاتهم، كرئيس الاستخبارات العسكرية السورية اللواء الركن جامع جامع، ورئيس إدارة الأمن السياسي السوري السابق رستم غزالة، القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية". ولفت كريدية إلى أن بيروت عاجزة حاليا عن التعاون مع المحكمة بسبب الوضع في لبنان، مما يهدد بفرض عقوبات دولية، مشيرا إلى أن المحكمة الدولية تتبع الأصول القانونية من أجل إثبات حالة وفاة شخص ما، وأردف: "مجرد إعلان مقتل بدر الدين لا يعني وفاته قانونيا، قبل إصدار وثيقة وفاة رسمية من وزارة الداخلية اللبنانية".
انفجار كبير كان حزب الله، أعلن في وقت سابق أمس، مقتل بدر الدين بانفجار كبير استهدف أحد المراكز التابعة للحزب قرب مطار دمشق الدولي ليل الثلاثاء الماضي، مضيفا في بيان أن التحقيق "سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي، واعدا بإعلان المزيد من نتائج التحقيق قريباً، دون تحديد موعد. ويُعتقد أن بدر الدين، 55 عاما، خليفة القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008 في دمشق، وهو زوج شقيقته أيضاً، كما يُعتقد أنه كان الرجل الثاني في الحزب. واغتيل مغنية في العاصمة السورية، فبراير 2008 في هجوم اتهم "حزب الله"، إسرائيل بالوقوف وراءه، بينما نفت تل أبيب ذلك. وتكرر الاتهام نفسه عقب حادثة مقتل القيادي سمير القنطار في سورية، بما قال حزب الله إنه صاروخ إسرائيلي. وإلى جانب عماد مغنية والقنطار، خسر الحزب المذهبي منذ 2008 في سورية، قياديين بارزين هم: جهاد مغنية، وحسن الحاج، ومهدي حسن عبيد، ومحمد شمص، ومصطفى بدر الدين، وفقا لمصادر. في سياق متصل، أشارت تقارير دولية، في وقت سابق، إلى أن بدر الدين أجرى اتصالا بعماد مغنية قبيل التفجير الذي اغتال الحريري و23 آخرين في بيروت، منتصف فبراير 2005، ربما لأخذ الموافقة الأخيرة على العملية، قبل أن تصمت جميع أرقام هواتفه ساعتين، على غير العادة. وكانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أصدرت عام 2011 قرار اتّهام ضد أربعة أفراد ينتمون لحزب الله، لدورهم في اغتيال الحريري، وهم: سليم عيّاش، ومصطفى بدر الدين، وحسين عنيسي، وأسد صبرا. وفي سبتمبر الماضي، أصدرت قرار اتّهام جديد ضد عنصر خامس من الحزب نفسه، وهو حسن حبيب مرعي لمشاركته باغتيال الحريري.
محاكمة لاهاي يذكر أن بدر الدين، يحاكم غيابياً في لاهاي بتهمة قتل الرئيس رفيق الحريري، وهو معروف ب "ذو الفقار" للمقربين منه، وإلياس فؤاد صعب للسلطات الكويتية التي حكمت عليه بالإعدام عام 1984، بعد اتهامه بتفجيرات استهدفت السفارتين الأميركية والفرنسية والمطار. وأشارت مصادر تاريخية إلى أنه كان أحد أبرز مؤسسي الجهاز السري لحزب الله، أو ما يدعى الأمن المضاد، مضيفة أن الحرس الثوري جنده مع عماد مغنية عام 1982 قبل تأسيس حزب الله رسمياً. وقالت المصادر إن بدر الدين شارك في عمليات إرهابية متعددة، منها: تفجيرات الكويت عام 1983، وهجمات بيروت التي استهدفت القوات الأميركية والفرنسية في بيروت في العام نفسه، وتفجيرات مدينة الخبر بشرق المملكة عام 1996، واغتيال الحريري عام 2005.