تجاهلت باريس انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي للمبادرة الفرنسية الهادفة لعقد مؤتمر دولي للسلام في النصف الثاني من العام الجاري، وبدأت حراكا دبلوماسيا مكثفا، وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن فرنسا تأمل أن يؤدي قبول إسرائيل لهذه الأفكار إلى حلحلة في موقف الولاياتالمتحدة، التي لم تؤكد حتى الآن مشاركتها في الاجتماع الوزاري لفريق الدعم الدولي للسلام، الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس في الثلاثين من الشهر الجاري، بحضور أكثر من 20 دولة عربية وغربية. وبحسب المصادر ذاتها، فإن التردد الأميركي في الموافقة على المشاركة في الاجتماع ربما يؤثر أيضا على قرار بعض الدول الأخرى المدعوة، التي ما زالت تتردد في إعلان موافقتها، بانتظار الاستماع لموقف واشنطن. وفيما تبدو دول عربية وأوروبية وآسيوية وإفريقية داعمة للدعوة الفرنسية، إلا أن روسيا لم تؤكد حتى الآن مشاركتها في الاجتماع. مؤتمر دولي تريد فرنسا من الاجتماع الذي لم تدع له الفلسطينيين والإسرائيليين، التحضير ووضع الأسس لمؤتمر دولي يعقد في النصف الثاني من العام الجاري، يطلق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية على أساس الشراكة الدولية، وبعيدا عن الهيمنة الأميركية التي لم تنجح طوال 23 سنة ماضية في التوصل إلى اتفاق حول حل الدولتين. وتتوجه الأنظار حاليا إلى تقرير من المرتقب أن تصدره في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، حول المخاطر التي تتهدد حل الدولتين، وتوصيات بخطوات من أجل الحفاظ عليه من الانهيار. وتأمل فرنسا أن يتضمن التقرير دعما لمبادرتها الدولية التي حظيت بالترحيب والتأييد من قبل القيادة الفلسطينية. تباين وجهات النظر فيما رأت إسرائيل أن الحل الوحيد هو المفاوضات الثنائية المباشرة، على النسق الذي جرى خلال العقدين الماضيين، لذلك لم تؤيد المبادرة الفرنسية، لكن لم ترفضها تماما، يتحرك وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرلوت إلى إسرائيل بعد غد، في محاولة لإقناع المسؤولين الإسرائيليين بقبول المبادرة الفرنسية. ولاحقا يصل رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، إلى إسرائيل وفلسطين في الفترة ما بين 21 إلى 24 من الشهر الجاري. ويستهل رئيس الوزراء الفرنسي زيارته بإسرائيل حيث يلتقي الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، والرئيس السابق شمعون بيريس، ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوج، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم 23 الجاري. ويتوجه فالس في اليوم نفسه إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية للقاء رئيس الوزراء، رامي الحمد الله.