طالب مشرعون الرئيس باراك أوباما، باستخدام حق النقض لمنع صدور أي قرارات في الأممالمتحدة يرونها منحازة ضد إسرائيل، فيما اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، عقب اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة في باريس، أن المؤتمر الدولي لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني أفضل وسيلة لإقرار السلام. وقالت نيتا لوي، النائب في مجلس النواب الأميركي، إن 394 من أعضاء المجلس البالغ عددهم 435، أي أكثر من 90 في المئة من أعضائه، وجّهوا رسالة الى أوباما الخميس، تطالبه باستخدام حق النقض لمنع صدور أي قرارات في الأممالمتحدة يرونها منحازة ضد إسرائيل. وتزامنت الرسالة مع تجديد السلطة الفلسطينية مساعيها لإقناع مجلس الأمن بإدانة المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراض عربية في القدسالشرقية والضفة الغربية المحتلة، علماً أن الولاياتالمتحدة اعترضت على قرار مماثل في مجلس الأمن قبل خمس سنوات. ودعمت رسالة النواب الأميركيين حل الدولتين كوسيلة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنها أكدت أن المفاوضات بين الطرفين هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وليس تدخل الأممالمتحدة أو عقد مؤتمر دولي. ولفتت لوي في مقابلة عبر الهاتف: «السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله تحقيق ذلك، هو جمع الطرفين ومناقشة جميع القضايا». ومع تعثّر جهود الولاياتالمتحدة للتوسط من أجل التوصّل الى اتفاق على أساس حل الدولتين منذ 2014، تسعى فرنسا الى قيادة عدد من الدول لعقد مؤتمر بهدف الضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة الى المفاوضات الرامية الى إنهاء الصراع. ولهذه الغاية، استقبل الرئيس الفرنسي مساء الجمعة، الرئيس عباس، وأكد هولاند بعد اللقاء أن المؤتمر الدولي لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني أفضل وسيلة لإقرار السلام، مضيفاً أن «هذه العملية تستوجب ترتيباً محدداً وإطاراً زمنياً محدداً. أولاً: نجمع كل الشركاء، بمن فيهم اللجنة الرباعية، وكل الدول المطلعة على الوضع وتريد المشاركة في إيجاد حل. وسنعمل معاً أولاً من أجل اجتماع وزراء خارجية تلك الدول، ثم نرى كيف يمكننا العمل مع الأطراف المهتمة. لكن هذه المبادرة تخدم عملية السلام ولا تهدف الى منع أي خطوات، إنما في الوقت نفسه نرى أنها السبيل الأمثل للتحرك». وجاءت تصريحات هولاند عشية زيارة للشرق الأوسط تستمر أربعة أيام، تشمل لبنان والأردن ومصر، وهي الدول الثلاث المعنية بالصراع مباشرة. وعبّر عباس عن دعمه المبادرة من أجل توسيع قاعدة المشاركة وتنظيم المؤتمر. وقال: «أعربنا للرئيس هولاند عن دعمنا الكامل للجهود الفرنسية لتوسيع المظلة الدولية لإيجاد حل سياسي، من خلال تشكيل مجموعة دعم دولية وعقد مؤتمر دولي للسلام. وأكدنا له أن الاستيطان يشكل العقبة الكبرى أمام تحقيق السلام. لذلك، فإننا سنستمر في المشاورات مع فرنسا والدول المعنية، علماً أن اللجنة الوزارية العربية الرباعية تدرس التوقيت المناسب لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن حول الاستيطان».