يقول الفيلسوف ديكارت: "أنا أفكر إذًا أنا موجود"، ومن المؤكد أن الفيلسوف الفرنسي لم يقصد وجودك وحيدا في هذا العالم، لتبدأ بتقييم أفكار الآخرين ورفضها، وكأنك المسطرة ومن حولك الخطوط المتعرجة، ثم تصبح متعصبا لأفكارك وكأنك الوحيد الذي يملك عقلا! مع أنه في حقيقة الأمر ربما تكون الوحيد الذي يملك ضيقا في الأفق يجعلك لا ترى سوى أفكارك، وإن كانت خاطئة، ويلغي أفكار الآخرين وإن صحَّت. إن الطريقة الوحيدة لعلاج التعصب الفكري تكون بالقراءة، فهي مفتاح خروج عقل المسجون من زنزانته، وإزالة السياج الدوغمائي الذي يلفه، ففي القراءة التعرف على الاختلافات سواءً كانت تلك الاختلافات حضارية، لغوية، دينية.. ثقافية... وغيرها، فيتعلم العقل تقبل الآراء والأفكار المختلفة. ولكن ما لا يختلف عليه اثنان أن إبداعك في إنتاج أفكار جديدة وتمسكك برأيك، هو نقيض التعصب وليس مرادفا له. وعندها تتحقق مقولة ديكارت: "نحن نفكر إذًا نحن موجودون".