طالب عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري بإنشاء لجنة وطنية أو فريق عمل يتولى غربلة توصيات الندوات والمؤتمرات الخاصة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وتحويلها إلى برامج قابلة للتنفيذ، إضافة إلى استحداث مؤشرات قياس لمدى نجاح وتقدم تلك البرامج في نهاية كل مرحلة زمنية. وأرجع الدكتور الشهري في تصريح إلى "الوطن" سبب عدم تفعيل الاستراتيجيات والتوصيات التي تخرج بها الندوات والمؤتمرات، إلى أن الجهات المعدة لها معزولة عن الجهات التنفيذية. الحل في الرؤية شدد الشهري على وجود مشكلة في تنفيذ الاستراتيجيات والبرامج المتعلقة بمواجهة الإرهاب والتطرف، مبديا تفاؤله بأن يكون لرؤية المملكة 2030 دور في استيعاب تلك الاستراتيجيات، لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها، ولا تعتبر هدرا ماليا وفكريا. فكر مشبوه وصف الدكتور الشهري الفكر المحرك للمنضمين إلى تنظيم داعش الإرهابي ب"الغريب والمشبوه"، إذ لا يعتمد على أصول شرعية وفكرية، وإنما يعتمد على الحماس وردات الفعل الانتقامية والتضليل والتشويش، كما يعتمد التنظيم في التغرير بالشباب على التقاطعات السياسية، وحالة الإحباط التي تعم الدول العربية، خصوصا دول الربيع العربي، حيث أصبحت تلك الدول بيئة حاضنة للإرهاب والعنف. شيلات الدواعش لفت عضو مجلس الشورى إلى أن معظم المنضمين ل"داعش" أخيرا غير ضليعين في اللغة العربية الفصحى، إذ تجدهم يتغنون بالقصائد والأهازيج الشعبية "الشيلات"، على النقيض تماما عما كان عليه عناصر تنظيم القاعدة، المهتمين بالتأصيل العلمي والشرعي، ولديهم مرجعيات علمية، ويتغنون بأناشيد باللغة العربية الفصحى، وكانت شبهاتهم نتيجة سوء فكر، بينما الفكر الداعشي يحمل كثيرا من بذور العنف، التي يغذيها الانتقام، لا التأصيل العلمي والشبهات. حواضن للعنف اعتبر الشهري أن قوة تنظيم "داعش" توجد في الدول، التي تعاني من اختلالات مذهبية واجتماعية وسياسية، كما هو الحاصل في العراق وسورية وليبيا، حيث أنتجت تلك الاختلالات ومفهوم الدولة الفاشلة جماعات ترفع شعارات دينية، بينما هي في الحقيقة تعمل على تصفية حسابات سياسية ومصالح شخصية. وطالب الشهري في ختام تصريحه بزيادة مراكز الدراسات والاهتمام بدراسة الفكر الداعشي ورصد تطوراته.