على مدى 10 سنوات أمضيتها في السعودية، تنقلت خلالها ما بين مناطقها المختلفة وبعد مخالطة رجالاتها وشعبها الكريم، تجلت لدي رؤية قيادة هذه البلد في الحفاظ على الأمن ورغد العيش، هذه النعمة التي افتقدتها معظم الدول العربية. تجربتي الشخصية في العراق كانت مريرة بسبب تنظيم داعش الإرهابي الذي قتل مئات الأشخاص الأبرياء، ولا يزال يعبث بأمن المنطقة، بالأمس القريب صادر هذا التنظيم جميع ممتلكاتي التجارية وفي عام 2010 فجروا منزلي ومكتبة العائلة العامة في الموصل، وتسببوا في تهجير وتشريد آلاف المواطنين. هذا السرطان المسمى بداعش أو القاعدة أو غيرهما من المسميات يبث أفكاره المسمومة في كل الوسائل ويسعى لتجنيد الشباب من مختلف دول العالم دون كلل أو ملل، وفي هذا البلد الأمين "المملكة العربية السعودية" كانت مكافحة هذا الداء ناجعة، بقيادة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله رحمة واسعة، وعلى يمينه رجل الدولة ولي العهد محمد بن نايف، الذي ساهم بمساعدة هذا الشعب الكريم بالتفافه على قادته ورجال الدين في محاربة هذا السرطان والانتصار عليه خلال 13 سنة مضت. تجربة السعودية في القضاء على الإرهاب باتت أنموذجا يحتذى به في سائر دول العالم، من ناحية الحرب بالسلاح وبالفكر من خلال لجان المناصحة، وكشف زيف حجج الخوارج على الدين، إلا أن هذا الفكر الذي ما زال تنتشر جرائمه في عواصم أوروبية ويهدد المجتمع الآمن ينبغي ألا نأمن جانبه على الإطلاق، خصوصا في السعودية، فهذا البلد مستهدف بكل أنواع الإرهاب، لا سيما أنه قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وعلى قيادة السعودية وشعبها الكريم وكل من يقيم فيها أن يكونوا صفا واحدا أمام المخاطر التي تحيط بهم من خلال الالتفات حول قيادته ورجال الدين المحافظين على العقيدة السمحة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم. العالم اليوم يترقب كل خطوة تقوم بها السعودية، التي باتت رقما ليس بالسهل في الاقتصاد العالمي، ودورها الكبير في تشكيل التحالف الإسلامي على الإرهاب بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وخطواته الرائعة والجريئة في تقديم الشباب لقيادة أعلى المناصب في هذا البلد، ولهذه الأسباب وغيرها باتت السعودية دولة قوية ومؤثرة في صناعة القرار السياسي عالميا، فأمنها واستقرارها هما استقرار لكثير من الدول، وهذه مسؤولية ليست على مواطنيها فقط، بل مسؤولية تقع على كل مسلم غيور. ولذلك نقول إننا مؤمنون إيمانا تاما بوعي هذا البلد، فالسعودية لم تتخل يوما عمن يطلب مساعدتها المادية أو المعنوية، أقول هذا الكلام لأنني لمست وعشت معاناة فقدان الأمل والأمن، ولأنني عشت في هذا البلد عشر سنوات ودرس أبنائي في مدارسها وأكلت من خير هذا البلد.