تشهد المحافظاتالعراقية مجازر وعمليات هدم واسعة تنفذها ميليشيات تابعة لإيران، يبلغ عددها 39 ميليشيا، تسعى لفرض أجندة طهران على البلاد. وكشف سياسيون في تصريحات إلى "لوطن"، أن ما تفعله ميليشيات نظام الملالي في العراق من قتل وتعذيب وإحراق، يأتي تنفيذا لأوامر خامنئي شخصيا، مشيرين إلى أن ذلك تمهيد لتحويل العراق إلى قاعدة ينطلق منها الجيش الإيراني لاحتلال بقية أقطار العالم العربي. وبين المختص بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، صلاح المختار، أن إيران تحتل العراق عمليا، إذ استخدمت الأحزاب التابعة لها، مثل حزب الدعوة والمجلس الأعلى وغيرهما، للسيطرة على البلاد والحكومة والجيش وقوى الأمن. وأشار إلى أن أبناء العراق يُقتلون يوميا بطرق بشعة، منها السحل حتى الموت والإحراق والناس أحياء والتمثيل الجسدي، فضلا عن التفنن في تعذيب المعتقلين، مستشهدا بحادث إحراق مواطن عراقي مربوطا وتصويره خلال الأيام الماضية، وقال إن ذلك ليس سوى مثال يوثق ما يجري في العراق، مبينا أن الهدف من التصوير ونشر بعض لقطات التعذيب على الإنترنت، هو إرهاب الشعب العراقي. وذهب المختار إلى أبعد من ذلك، حين أوضح أن عدد المفقودين من أهل بغداد وحدها، يتجاوز 100 ألف نسمة منذ سقوط نظام صدام حسين، وقال: "لا أحد يعلم عن مصيرهم شيئا وأحيانا تكتشف هوية بعض الجثث ولكن أغلبها تبقى لمجهولين؛ لأن ملامحها تغيرت، إما نتيجة مرور فترة على القتل أو التشويه الذي حصل بالسكاكين والمطارق، ونشر صور التعذيب هو أحد أساليبهم لنشر الرعب وإجبار الشعب العراقي على الهجرة من البلاد وتوطين إيرانيين بدلا منهم". رجل إيران قال المتحدث باسم المجلس السياسي العام لثوار العراق، مازن التميمي، إن المالكي رجل إيران في العراق لكنه مرفوض على مستوى الشعب، وحتى من بعض حلفائه داخل التحالف الوطني أو ما يسمى بالبيت الشيعي، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء السابق يريد من إيران أن تضغط على الآخرين وخصوصا التيار الصدري، كاشفا أنه يطمح للعودة إلى سدة السلطة، ويبذل قصارى جهده لإقناع نظام الملالي بأنه هو الوحيد الذي يستطيع المحافظة على نفوذ طهران وتنفيذ مشروعها. نفوذ طهران في دلالة على أن طهران تتحكم بمفاصل الدولة العراقية، أشار الخبير في شوؤن الشرق الأوسط فادي عيد إلى دور رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وقال: "لم يكن يوما حاكما للعراق وإنما منفذ أجندة إيران المطيع. وفي الوقت الراهن بات يدق كل يوم مسمارا جديدا بنعش البلاد من خلال إنشاء حزب سياسي جديد أو تكوين مجموعة مسلحة، حتى أصبح في العراق 39 ميليشيا مسلحة ونحو 20 حزبا يدور جميعها في مدار الحرس الثوري الإيراني".