إن المتأمل في نظرة الناس إلى الحياة يجدهم بآراء مختلفة، فهناك من تجد نظرته سوداوية متشائمة ينظر إلى الجزء الفارغ من الكأس يمارس جلد ذاته ولوم الآخرين في ما يحدث له من فشل وإحباطات، لذا سنتحدث في هذا السياق عن أناس مختلفين أصحاب عيون متفائلة ينظرون إلى الحياة نظرة وردية، يحسنون الظن بالله ثم بالناس، فتجدهم متصالحين مع أنفسهم ومع الآخرين، لديهم ثقة بالله وبأقداره، دائمي الابتسامة ولو كانت الأحزان في أعماقهم، ينثرون الفرح على أنفسهم ومن حولهم، لذا فهم يجعلون من الليمون شراباً حلواً، ويستمدون من المواقف الصعبة العزيمة والثبات، يتحدث التاريخ عن قصص كثير منهم، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يمثل هذا المعنى في سجنه بعباراته الشهيرة (ما يصنع أعدائي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أينما رحت؟ فجنتي معي ولا تفارقني، حبسي خلوة، وإخراجي من بلدي سياحة، وقتلي شهادة). ويوضح الشاعر إيليا أبو ماضي فلسفة الحياة في هذه الأبيات التي تدعو إلى عدم التشكي، والنظر إلى الحياة بكل تفاؤل وجمال: أيّهذا الشّاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا إن شر الجناة في الأرض نفسٌ تتوقى قبل الرحيل الرحيلا والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا أخي القارئ ... إذا وجدت أحداً من هؤلاء الرائعين فاقترب منه، فستشعر بجمال الحياة معه.