رغم الجهود التي يبذلها الوسطاء والأممالمتحدة، لبث الحيوية في المفاوضات، إلا أن الوفد الحوثي أعلن رفضه الرؤية الأممية، فيما أيدها وفد الحكومة الشرعية، وأشارت مصادر إلى أنه إزاء التعنت الحوثي، لم يعد أمام الانقلابيين سوى إعلان انسحابهم من المشاورات، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يعقد المبعوث الدولي مؤتمرا صحفيا غدا، يوضح ما آلت إليه المشاورات اليمنية. وكانت مصادر من داخل الوفد الحكومي، كشفت أنه لتسريع مفاوضات السلام الجارية في اليمن، تقدمت الأممالمتحدة بمقترح لتسمية لجان العمل ومهامها، وفقا للتصور الذي قدمه المبعوث الأممي. على أن يتم تشكيل لجنة أمنية وعسكرية، مهمتها وضع آلية تنفيذية لانسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة من المدن والمحافظات، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وستكون لها لجان فرعية في المناطق "أ" و"ب" و"ج" المحددة وفق التصور الأممي، أو ما عرف بخارطة الطريق الأممية. كما اقترح تشكيل لجنة ثانية، هي لجنة استعادة الدولة واستئناف الحوار السياسي، والثالثة هي لجنة تختص بالسجناء السياسيين والمخطوفين والأسرى، ومن مهام اللجنة بحث إجراءات إطلاقهم جميعا، واتفق الطرفان على تسمية أعضاء كل لجنة من الطرفين. وكان عضو الهيئة الاستشارية للوفد الحكومي، محمد ناجي علاو، كشف أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قدم أول من أمس، خارطة طريق تجمع آراء الفريقين، استندت إلى القرار الدولي 2216، وعدّ علاو أن هذه خطوة متقدمة، لأن المنظمة الدولية كونت رؤية تفتح مسارات في النقاش، يمكن أن تنعكس إيجابا على الأرض، مؤكدا وجود ضوء في نهاية النفق. وبحسب المعلومات المتوافرة، تتضمن خارطة الطريق إجراءات انسحاب للمتمردين من عدد من المناطق التي احتلوها، وقد صنفتها ورقة الأممالمتحدة بمناطق "أ" و"ب" و"ج"، ونشر قوات لحفظ الأمن وتسليم السلاح، قبل الانتقال إلى إجراء مشاورات حول الدستور، ثم إجراء انتخابات وتسليم السلطة إلى رئيس منتخب، وأخيرا إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.