الهدف الرئيسي لكتابة المقال، هو إيصال الفكرة -أي فكرة- اجتماعية أو تربوية أو سياسية أو قانونية أو شرعية، وما دمنا متفقين على أن الصحافة اليوم لم تعد المصدر الوحيد لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم، فأسلوب كتابة المقال اليوم يجب أن يتحول مع هذا التحول الاجتماعي السريع، وما دمنا مقرين بأن الغاية من كتابة المقال هو إيصال الفكرة إلى القارئ، فلماذا نشق عليه ونحن نرغب في إفادته ومشاركته بما نعرفه بأقل العبارات وأعمق المعاني والأفكار، إذ يجب ألا تزيد عدد كلمات المقال عن 400 كلمة حدا أقصى. الاختصار والإيجاز موهبة ونعمة كما قال رسولنا الكريم "أوتيت جوامع الكلم" وهو الكلام اليسير المتضمن معاني كثيرة. المقالة المختصرة شروطها واضحة المعالم، فهي لا تعني الإخلال أو التشويه، إنما تعتمد على وجود فكرة رئيسية واضحة في ذهن الكاتب ويريد إيصالها إلى القارئ، ثم تليها مرحلة اختيار العنوان المناسب، ويفضل ألا يكون واضحا جدا ولا معتما، ليتمكن من جذب القارئ ولفت انتباهه واهتمامه، ثم تليها كتابة المقدمة وهي عبارة عن تهيئة القارئ بشكل متدرج لفهم الموضوع والفكرة، ومن الضروري أن تكون المقدمة -مكتوبة بعناية- حتى لو أعيد كتابتها مرة أو مرتين أو ثلاث، ثم يعقب ذلك العرض، أي صلب الفكرة والموضوع، وهو ساحة ومساحة الإبداع للكاتب، بأن يسوق الفكرة ويعرضها بسرعة خاطفة، وببراهين ومعلومات قوية، بعد ذلك تأتي الخاتمة، والتي يجب ألا تزيد عن فقرة واحدة فقط، يضع فيها الكاتب رأيه أو توجيه أو معلومة، وهي تسمي تلخيص الخلاصة. المقالة المختصرة فن وليست ضحالة فكرية، وهو احترام لوقت القارئ والمتصفح الذي تريد استقطابه وإفادته، وهو ما يؤكده كثير من القراء بأن المقالة المسهبة والطويلة ينفر منها القارئ، أو يحاول قفز الأسطر خلال قراءته بسرعة، وهو ما لا يريده الكاتب، إذن ساعده لقراءة مقالك.