تدخل معظم محافظات منطقة جازان يومها ال13 من أزمة انقطاع المياه بسبب موجة الأمطار التي شهدتها المنطقة وما صاحبها من سيول، ووجد الأهالي أنفسهم بين سندان الانقطاع ومطرقة جشع أصحاب الوايتات، دون تحرك جدي من قبل مديرية المياه بجازان، مما اضطر البعض للعودة لوسائل بدائية وغير صحية وتزويد منازلهم بمياه الآبار العادية، مشيرين إلى أن المشاريع المتعثرة في المنطقة فاقمت أزمة المياه وكان من شأنها أن تسهم في تخفيف معاناتهم. مبررات غير مقبولة في محافظة أبوعريش تأتي المشاريع المتعثرة والتابعة لمديرية المياه بالمحافظة على قائمة أكبر القطاعات تعثرا، إذ أسهمت في تعطيل حركة عجلة التنمية، وضاعفت من معاناة المواطنين مع تكرار أعطال مشاريع المياه وتوقف السقيا في القرى الشرقية من المحافظة، وتعثر مشاريع الصرف وتأخر إيصال المياه المحلاة للقرى الجنوبية، وطالب الأهالي بضرورة التسريع في إيجاد الحلول العاجلة لإنهاء معاناتهم، بدلا من تلك المبررات المتكررة التي ظل المواطن يسمعها منذ سنوات دون حدوث تغيير على أرض الواقع، فمشاكل المقاولين وتباطؤ تنفيذهم وتعثر مشاريعهم وانسحاباتهم المتكررة لم تعد أعذارا تجد القبول، مطالبين المسؤولين بضرورة التعامل بجدية أكثر في عملية طرح وترسية المشاريع ومتابعة إمكانات المقاولين قبل تسليمهم.
تأخر ضخ المياه ذكر أهالي محافظة أبوعريش أن تعثر مشروع تمديدات الصرف الصحي بالمحافظة وتوقف مشروع إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحي والذي بلغت تكلفته نحو 72 مليون ريالا توقف العمل فيها بعد عدة شهور من الحفريات التي قام بها المقاول، وأن هذا التوقف كان له الأثر الأكبر على حياة الناس، ومضاعفة معاناتهم التي أسهمت في التأثير على الإنسان والبيئة، كما شكا أهالي القري الجنوبية من أبوعريش تأخر ضخ المياه المحلاة لقراهم رغم استكمال التمديدات والشبكات الأرضية وإيصالها للمنازل وتركيب العدادات منذ أكثر من سنة.
انقطاعات متكررة رغم إعلان المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان ضخ المياه لتسع قرى تابعة لمحافظة بيش من ضمنها قرية "الدمنة"، إلا أن معاناة الأهالي مع انقطاع الماء ما زالت مستمرة لأسابيع نتيجة عطل متكرر في الخطوط الناقلة للمياه، ورغم الوعود المتكررة من فرع مياه بيش إلا أن الحال على ما هو عليه. كما أن عدم توافر وايتات المياه زاد معاناة السكان، وفي حال توافرها تكون بأسعار مرتفعة في استغلال من ملاكها لأزمة الانقطاع.
طفح الصرف بالأحياء يعاني سكان عدد من أحياء مدينة جازان ومنها البلد والروضة والمطار، من طفح مياه الصرف الصحي منذ أشهر، وخلف مستنقعات بالشوارع أسهمت في إيجاد بيئة خصبة لتكاثر البعوض مما يهدد السكان بانتشار الأمراض. وفي هذا السياق، أكد حسن ناصر، أن طفح مياه الصرف الصحي أسهم في تدمير الشوارع وانتشار الحفريات وأصبح غياب متعهد نزحها هاجسا يؤرق الأهالي والكثير منهم تحملوا عبء هذا القصور من الجهات المختصة، واضطروا إلى توفير وايتات على حسابهم الخاص لنزح المياه. فيما بين أحمد علي يحيى هندي "أحد سكان حي المطار بجازان"، أن سكان وأهالي الحي يعانون من طفح المياه من مجمع الصرف الصحي بالحي بجوار مسجد الفلاح، مشكلة هاجسا لدى الأهالي بسبب رائحتها وتلويثها للبيئة، مؤكدا أن أهالي الحي تقدموا بأكثر من شكوى لمياه جازان إلا أنها لم تتجاوب منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
تمديد السقيا يزيد المعاناة في محافظة الدرب، تعاني قرى أبوالسداد والقائم وبحرة والطائف وأبو يحيى من عدم ضخ المياه إلى منازلهم، ورغم إيصال العدادات والتمديدات إلى المنازل، إلا أن المديرية مددت فترة التعاقد مع الوايتات والتي أثقلت كاهل الأهالي بارتفاع أسعارها والمعاناة في الحصول عليها وخصوصا في الشتاء الذي تشهد خلاله المحافظة كثافة في أعداد الزوار. وفي الجانب الآخر يقف مشروع الصرف الصحي بالدرب المتعثر منذ نحو ثمانية أشهر، إذ توقف العمل فيه بشكل كامل وكان يفترض أن يتم تشغيله منذ سنتين.
ربط شبكة الدرب بالخط الناقل أوضح الناطق الرسمي للمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان علاء خرد، أن قرية أبو السداد والقائم وبحرة والطائف وأبو يحيى التابعة لمحافظة الدرب، تم الانتهاء من تنفيذ شبكات المياه والتوصيلات المنزلية والعدادات فيها ولم يتبق إلا ربطها بالخط الناقل ويجري حاليا العمل على ذلك، أما بخصوص الصرف الصحي فسيتم تشغيل الشبكة بعد الانتهاء من إنشاء محطة الصرف.
استكمال محطة المريخة أكد المدير العام للمياه بمنطقة جازان المهندس حسين قميري ل"الوطن"، أن المديرية قامت بسحب مشروعي تركيب محطة معالجة الصرف الصحي وتنفيذ شبكة تمديدات الصرف الصحي الخاصة بمدينة أبوعريش من المقاول نتيجة تعثر التنفيذ، وأن العمل يجري على إعادة ترسيتها على مقاول آخر. وأضاف "القميري" أنه بخصوص تأخر ضخ المياه المحلاة لبعض القرى الجنوبية بالمحافظة، فإن العمل يجري على استكمال إنشاء محطة "المريخة" وأصبح العمل فيها يوشك على الانتهاء، وسيتم ضخ هذه المياه لجميع القرى المرتبطة بالمحطة دفعة وحدة.