تحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سريعا للتحقيق في الادعاءات المتناثرة حول فضيحة بيع الأصوات للدول المتنافسة على استضافة نهائيات كأس العالم 2018 و2022، ولكن مع ذلك يواجه رئيسه جوزيف بلاتر مشكلة كبرى تتعلق بسمعة "فيفا" الذي يعاني من تصاعد حدة الضغوط قبل جلسة اللجنة التنفيذية التي ستتحدد بناء عليها الدولة المنظمة للمونديال قبل أن يتم الإعلان الرسمي في زيوريخ في الثاني من ديسمبر المقبل. وكان "فيفا" طالب بالتفاصيل الكاملة لتقارير صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية واسعة الانتشار بالإضافة إلى ملف يضم البيانات وتسجيلات الفيديو التي جمعها محررو الصحيفة خلال لقاء مع المندوب النيجيري أموس أدامو ورينالد تيماري، رئيس اتحاد الأوقيانوس لكرة القدم، بعدما أفادت الصحيفة بأن لديها شريط فيديو يظهر فيه النيجيري آموس أدامو، عضو اللجنة التنفيذية ل"الفيفا" وهو يطالب ب500 ألف جنيه إسترليني من أجل إنشاء أربعة ملاعب كرة قدم في بلاده. وأكد رئيس لجنة الانضباط في "فيفا" أن جميع تسجيلات الفيديو باتت في حيازة "فيفا". مؤكدا أن "فيفا" اعتزم التعامل بصرامة شديدة مع أي انتهاك للوائح الأخلاقية ل"الفيفا"، لكن ذلك لم يمنع وصول الثقة في عملية اختيار الدولة التي ستستضيف بطولة كأس العالم إلى أدنى مستوى لها. ورجحت التقارير أن تكون البرتغال وإسبانيا اللتان تقدمتا بملف مشترك توصلتا لاتفاق مع قطر يتم بمقتضاه أن تقوم الأخيرة بمساندة ملفهما لاستضافة مونديال 2018 مقابل قيام الدولتين الأوروبيتين بمساندة ملف قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022. ولم يؤكد سولسر ولم ينف "الأربعاء" ما إذا كان الملفان اللذان يتم التحقيق بهما هما ملف إسبانيا/البرتغال وقطر. ولم يكن تقرير "صنداي تايمز" الأول الذي يثير الجدل حول ملف استضافة كأس العالم، ففي عام 2000 تعرضت جنوب أفريقيا لصدمة قوية حين امتنع تشارلز ديمبسي مندوب اتحاد الأوقيانوس عن التصويت في الجولة الأخيرة لتفوز ألمانيا بشرف تنظيم مونديال 2006 بفارق صوت واحد بعد أن نالت 12 صوتا مقابل 11 صوتا لجنوب أفريقيا. وفي حال كان ديمبسي اتبع تعليمات اتحاد الأوقيانوس كانت النتيجة ستصبح 12/12 وكان من شأن ذلك أن يمنح لبلاتر، الذي كان يفضل منح شرف تنظيم المونديال لجنوب أفريقيا صوتا حاسما. ولكن بعد الإفلات من وضع في منتهى الصعوبة آنذاك، يحتاج بلاتر الآن إلى إظهار قوته كزعيم ل"فيفا" وأن يعبر بالاتحاد من الطريق العاصف الذي تشتد رياحه في الوقت الراهن. ويستعد بلاتر لإعادة ترشيحه نفسه لمنصب رئيس ال"فيفا" في يونيو العام المقبل، مما يبرر تأكيده على ضرورة تعامل لجنة الأخلاق مع الادعاءات بمجرد ظهورها. وقال بلاتر: "يعج مجتمعنا بالشياطين.. ونجد مثل هؤلاء الشياطين أيضا في كرة القدم". غير أن صورة "فيفا" الذي يرفع شعار "اللعب النظيف"، والذي رشح مرات عدة لجائزة نوبل للسلام تلقت ضربة موجعة، وأشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن "السحابة السوداء" معلقة فوق ال"فيفا" فيما أوضحت صحيفة "تاجيس إنزيجير" السويسرية أن الناس لم تعد تثق في "فيفا" بعد الآن. وكتبت صحيفة "نيو زيوريخ تسايتونج" السويسرية "بات الفيفا ورئيسه في دائرة الاشتباه مجددا".