كشفت مصادر متابعة لمفاوضات الحل السياسي التي تدور في الكويت بين وفد الحكومة الشرعية ووفد الانقلابيين الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح،عن وجود مستشارين إيرانيين يمارسون تحريض الوفد الانقلابي، ودفعه لإفشال المفاوضات، مشيرة إلى أن الوفد الإيراني ظل قريبا من مكان الاجتماع، وأن مفاوضي الجماعة الانقلابية يرسلون أحدهم بين فترة والأخرى للقاء المستشارين وإحاطتهم بما تم داخل مكان الاجتماع، ويطلب مشورتهم، ثم يعود ليبلغ أعضاء الوفد بالتعليمات التي تلقاها، وأضافت المصادر أن الوفد الحكومي أبلغ المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ رسميا بهذا الأمر، وأنه وعد بالنظر فيه وسيتقدم بطلب للحكومة الكويتية لمنع وجود أي عناصر في محيط المكان الذي تدور فيه المفاوضات. وتابعت المصادر بالقول إن المتمردين يحاولون الاستفادة من خبرة إيران في المراوغة في المفاوضات واللعب على التفاصيل والبنود القانونية التي اكتسبتها طهران من سنوات من مفاوضات ماراثونية للتوصل للاتفاق النووي. فيما يسعى النظام الإيراني لاستغلال الجهل السياسي الذي تعاني منه الجماعة الانقلابية، وعدم إلمامها بتكتيكات التفاوض، ودفعها نحو إفشال الجولة، لتحقيق أهدافها الخاصة. إطالة أمد الأزمة دعا المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى ضرورة وقف الاعتداءات على المدنيين، والتمسك بتثبيت الهدنة التي أعلنت في العاشر من الشهر الجاري، مشيرا إلى أن السكان يدفعون ثمنا باهظا لاستمرار المواجهات. كما أبدى اهتماما بالغا بهذا الملف، بعد أن سلمه الوفد الحكومي تقريراً يشتمل على أكثر من 213 خرقاً لوقف إطلاق النار من قبل جماعة الحوثيين والملخوع صالح، في مناطق مختلفة في محافظات تعز والجوف ومأرب والبيضاء وشبوة. كما أكد الوفد الحكومي أن إيران لا زالت تقوم بمحاولات تهريب الأسلحة للانقلابيين وتدفعهم لمواصلة القتال، وهو ما يشكل انتهاكاً للقرارات الدولية التي حظرت إمداد الحوثيين بالسلاح، ويعيق في الوقت نفسه محاولات الوصول إلى اتفاق سلمي. وأكدت الحكومة اليمنية أنها سوف تتقدم خلال الأيام القليلة المقبلة بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي ضد تجاوزات إيران وسعيها لاستمرار القتال.