يعاني أهالي محافظة عفيف البالغ عددهم نحو 100 ألف نسمة من ضعف الخدمات الصحية، نتيجة تجاهل مسؤولي وزارة الصحة والشؤون الصحية بمنطقة الرياض، للطلبات والشكاوى المتزايدة الرسمية منها والخاصة حول تدني مستوى تلك الخدمات سواء في مستشفى عفيف العام أو في المراكز الصحية داخل المحافظة أو قراها. نقص الكوادر ويعد نقص الطواقم الطبية والتمريضية والافتقار إلى الأجهزة الحديثة التشخيصية منها والعلاجية، من أبرز العوامل التي أثرت وتؤثر في مستوى تقديم هذه الخدمات. وأكد الأهالي أنه رغم أن المحافظة تضم نحو 220 مركزا وقرية، وتعد نقطة عبور مهمة لقاصدي بيت الله الحرام، وتشهد نموا سكانيا وعمرانيا مطردا، إلا أن خدماتها الصحية تقدم من خلال مستشفى واحد أنشئ منذ قرابة عقدين من الزمن، وذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، وبسعة سريرية لا تكفي لعدد الأهالي وزوار المحافظة، في ظل وعود الوزارة بإنشاء مستشفى جديد بسعة 200 سرير، والذي تم اعتماده في ميزانية الدولة منذ بضع سنوات.
تقليص وعزوف وأشار بعض الأهالي، ومنهم سامي الروقي، وعادل الكثيري، وماجد الحربي، وساير العتيبي، وسهيل العازمي، وسلمان العتيبي، ووليد المطيري، إلى أنه تزامنا مع هذه الفترة، تم تقليص عدد الأطباء المتخصصين في أكثر من مجال، وعزوف البعض الآخر عن الاستمرار في العمل بالمحافظة، وإلغاء بعض العيادات الضرورية والمهمة. وذكروا أن المستشفى شهد خلال العامين المنصرمين موجة من الاستقالات على مستوى الكادر الطبي والتمريضي، فضلا عن الأطباء المجازين دون توفير البديل من قبل الوزارة، فعلى سبيل المثال يتمتع طبيب العيون الوحيد في المحافظة بإجازته الاعتيادية، وتقفل عيادته لأشهر، ويضطر الأهالي إلى اللجوء لأطباء العيون في المدن والمحافظات الأخرى.
انعدام الاستشاريين وأكد الأهالي أن المستشفى يعاني أيضا من انعدام الأطباء الاستشاريين في تخصصات مهمة مثل النساء والولادة، والمخ والأعصاب والعناية المركزة والمسالك البولية والباطنية والتخدير والأشعة والمختبر والصدرية والقلب. وأكدوا أن أعداد الكادر التمريضي بالمستشفى تقلصت خلال العامين الماضيين إلى 102 ممرض وممرضة بما يوازي 50% تقريبا، بعد أن كان العدد أكثر من 200 ممرض وممرضة، لاسيما وأن هذا الكادر يعملون في غالب الأحيان 12 ساعة بدلا من 8 ساعات. وأضافوا أن مبنى المستشفى يعاني أيضا الكثير من المشكلات بسبب عمره الإنشائي، حتى أصبح مرتعا للعديد من الحشرات والقوارض في أجزاء منه، رغم محاولات الترقيع، إضافة إلى سوء التكييف وتدني مستوى النظافة. وطالب الأهالي بدعم المستشفى بأطباء استشاريين في العديد من التخصصات، وزيادة الممرضين والممرضات بجميع الأقسام، مؤكدين أن معظم الأطباء العاملين بالمستشفى من الأخصائيين الأمر الذي ينتج عنه أخطاء طبية في أحيان كثيرة وخاصة في أقسام العناية الفائقة والجراحة والنساء والتوليد. وأشاروا إلى أن المراكز الصحية في مراكز وهجر عفيف لا يوجد في غالبيتها سوى طبيب واحد يقوم بجميع المها، مناشدين وزير الصحة المهندس خالد الفالح سرعة دعم المستشفى بالكوادر الطبية والتمريضية والأجهزة الحديثة، وبدء تنفيذ المستشفى الجديد لمواجهة احتياجات المواطنين.