يعاني مستشفى عفيف العام الذي يخدم أكثر من مائة ألف نسمة، من مشكلات فيما يتعلق بالبنية التحتية وتهالك المبنى وعجز الكوادر الطبية والتمريضية. ودشّن عدد من أهالي المحافظة وسماً على "تويتر" تحت اسم "#انقذ_مستشفي_عفيف_ياملكنا"، سردوا فيه صوراً من معاناتهم بسبب قصور المستشفى، وشكوا من تجاهل وزارة الصحة لمطالب تحسين مستوى المستشفى ودعمه بكل ما يحتاج إليه لتقديم الخدمة اللائقة.
وجاء في الوسم الذي حمل معاناة الأهالي أن المواطن عندما يتعرض لوعكة صحية أو أحد أفراد أسرته ويضطر لمراجعة المستشفى، سيدرك أن الإمكانيات محدودة جداً في ظل عدم وجود الأطباء الاستشاريين المتميزين.
وقررت "سبق" الوقوف ميدانياً على وضع المستشفى لمعرفة حقيقة ما يعانيه أهالي المحافظة، وتبين أن مبنى مستشفى عفيف العام متهالك بعدما تأسس كهدية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في العام 1406 هجرية، قبل أكثر من (31) سنة، بسعة (100) سرير.
وعلمت "سبق" أن عمليات التجميل التي تجرى داخل المستشفى تهدف فقط إلى محاولة تجميل الصورة المخيفة عن تدهور الوضع.
وأصبح الأهالي يرددون المثل الشعبي القائل "الشق أكبر من الرقعة"، مشيرين إلى أن تجديد الدهانات أو الأبواب أو الكساء الخارجي، لا يخفي حقيقة تهالك المستشفى وتدهور وضعه.
وكان الأهالي قد استبشروا في عام (1430) هجرية بالموافقة التي صدرت بإنشاء مبنى جديد للمستشفى بعفيف بسعة (200) سرير، حيث كان من المقرر أن يتم تنفيذه في ميزانية العام المالي 1431 / 1432ه، غير أن ذلك الحلم تأخر عن موعده، رغم أن الصحة أعلنت عن طرح مناقصة قبل فترة في الصحف.
وطالب أهالي عفيف بضرورة العمل على إنهاء إجراءات تعميد المقاول للبدء في تنفيذ المبنى الجديد، وعدم التأخر في ذلك.
وقالت مصادر مطلعة: "المستشفى يعاني من عجز حاد في الأطباء خاصة الاستشاريين في أغلب التخصصات الطبية، وكثيراً ما تحوّل الحالات المرضية لمستشفيات أخرى".
وأضافت: "المستشفى يعاني من عدم وجود أطباء استشاريين في أقسام القلب والمخ والأعصاب والعناية المركزة والنساء والولادة كما لا يوجد طبيب مختص أو استشاري للأوعية الدموية رغم أهميته في ظل كثرة العمليات التي تجرى في المستشفى سواء للحالات المرضية الطارئة كالولادات القيصرية أو الحوادث المرورية التي تقع بسبب وقوع المحافظة على شبكة من الطرق ترتبط بجهات المملكة الأربع".
وأردفت المصادر: "هناك أقسام في المستشفى أصبحت خارج الخدمة نظراً لعدم وجود أطباء مثل عيادة الصدرية وعيادة المخ والأعصاب، حيث يتم تحويل مراجعي تلك الأقسام لمستشفيات أخرى".
وتابعت: "إدارة المستشفى تسعى جاهدة لسد العجز في الكادر التمريضي النسائي من خلال طلب الممرضات وزيادة فترة العمل إلى "12" ساعة بدون مقابل مادي". وقالت المصادر: "العجز في التمريض النسائي في القطاع الصحي بعفيف، يتجاوز 50 %، وهو غير مقتصر على المستشفى؛ بل يمتد إلى مراكز الرعاية الأولية التابعة له في المحافظة والمراكز والقرى التابعة لعفيف".
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة فيصل الزهراني قد أخبر "سبق" في السابق أن مستشفى عفيف في حاجة إلى الأطباء، وأن إدارة المستشفى مطالبة برفع احتياجاتها من الكادر الطبي للنظر فيها وتقييمها.