فيما شكا عدد من أهالي محافظة عفيف ما تعانيه محافظتهم من كثرة الأخطاء الطبية ونقص الكوادر المتميزة، ناهيك عن تأخر تنفيذ مستشفاهم "الحلم" ذي ال200 سرير، الذي لا يزال أرضا بيضاء، تبرأت وزارة الصحة من مسؤوليتها تجاه المحافظة، قاذفة كل التساؤلات في أحضان مديرية الشؤون الصحية لمنطقة الرياض التي تتبع لها المحافظة التي أكدت بدورها أن الأمر يخص الوزارة. ويقطن محافظة عفيف بحسب آخر الإحصاءات السكانية الرسمية، نحو 100 ألف نسمة، ويزيد من معاناة قاطنيها تدني مستوى الخدمات، لا سيما الخدمات الصحية التي تراوح مكانها منذ أكثر من ثلاثة عقود زمنية، منذ افتتاح مستشفى عفيف العام عام 1405 بسعة 50 سريرا. وما إن زادت الحاجة في بداية العقد الثاني من عمر المستشفى لتلبية حاجة المرضى ومواكبة النمو السكاني الهائل، حتى قامت وزارة الصحة بزيادة السعة السريرية لتصبح نحو 70 سريرا، وتزامن مع هذه الفترة تقليص أعداد الأطباء المتخصصين في أكثر من مجال وعزوف البعض الآخر وإلغاء بعض العيادات الضرورية، فضلا عن تردي مستوى الخدمات الصحية المقدمة عاما بعد عام، حتى تفشت الأخطاء الطبية، وراح ضحيتها العشرات من الجنسين، وقيد في حقها عدد من القضايا التي لا تزال "منظورة" في أروقة الوزارة ومديرية الشؤون الصحية بمنطقة الرياض حتى الآن. وأسهمت كثرة الأخطاء في عزوف كثير من الأهالي عن ارتياد المستشفى والبحث عن الخدمات الصحية المختلفة في مستشفيات المدن الأخرى. ويستغرب أحد مواطني المحافظة محمد المرشدي من افتقاد مستشفى عفيف العام لكثير من التخصصات الطبية المهمة، من مثل جراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية، رغم ضرورة وجود هذه التخصصات في مستشفى يقع في منطقة استراتيجية، حيث الحوادث المرورية المتزايدة على طرقه المحيطة، وخصوصا أثناء مواسم الحج والعمرة والعطل الرسمية وبعده عن المستشفيات المتخصصة بمئات الكيلومترات. أما ماجد الحربي وسامي الروقي من أبناء المحافظة أيضا، فيشيران إلى ضرورة دعم المستشفى باستشاريين في عدد من التخصصات، إذ إن 95% من الأطباء الموجودين في المستشفى من الاختصاصيين، وهو ما تنتج منه في كثير من الأحيان أخطاء طبية فادحة، وخصوصا في أقسام العناية الفائقة والجراحة والنساء والتوليد، ودعم أقسام الطوارئ بالأطباء المتخصصين، وسرعة استكمال حاجة مبنى العيادات الخارجية "الجديد" الذي كلف ملايين الريالات، وما زالت أبوابه موصدة منذ أكثر من ستة أشهر. ويذكر منصور بن محمد أن المستشفى يعاني من تدني مستوى خدماته الطبية، كما أنه لم يعد يتناسب وحجم مراجعيه ومرضاه وأصبح محل ازدراء في مواقع "التواصل الاجتماعي"، فضلا عن تهالك مبناه رغم محاولات ترميمه الكثيرة، كما أن المستشفى الجديد بسعة 200 سرير لم يبدأ العمل به حتى الآن رغم اعتماده منذ سنوات. ويحمّل بندر العتيبي مديرية الشؤون الصحية في منطقة الرياض مسؤولية التلكؤ في دعم المستشفى بالكوادر الطبية العليا والمتخصصة في مجالات عدة، وسحبها لعدد من الاستشاريين في السابق، مما تسبب في وقوع كثير من الأخطاء الطبية خلال السنوات الماضية. وناشد الأهالي وزير الصحة الجديد الدكتور محمد آل هيازع، سرعة دعم المستشفى بالكوادر الطبية اللازمة من الاستشاريين في كل التخصصات والوقوف عن كثب على وضع المستشفى الحالي بجميع نواحيه، والبدء في إنشاء المستشفى الجديد بأسرع وقت. بدورها، حملت "الوطن" شكاوى أهالي عفيف وتواصلت مع المتحدث الرسمي لمديرية الشؤون الصحية بمنطقة الرياض سعد القحطاني، لطرح تساؤلات الأهالي ومعرفة سبب تأخر مشروعهم، إلا أنه أكد عدم مسؤولية صحة الرياض عن هذا الأمر، مؤكدا أن الخبر اليقين يوجد لدى المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني. من جهته، تبرأ مرغلاني بعد التواصل معه من المسؤولية، عازيا ذلك إلى عدم اختصاص الوزارة بهذا الشأن، وأن المسؤول عن إيضاح الأسباب هو متحدث مديرية الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، وهو سعد القحطاني الذي أخرج المديرية من المسؤولية مسبقا.